يحيي الفلسطينيون، اليوم الثلاثاء، مرور 34 عاماً على إصدار الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات "وثيقة الاستقلال"، التي أعلن فيها "قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف".
وأعلن الراحل عرفات عام 1988، من قصر الأمم "نادي الصنوبر" في العاصمة الجزائرية، وثيقة الاستقلال، وذلك في ختام أعمال الدورة 19 للمجلس الوطني الفلسطيني (برلمان منظمة التحرير) التي بدأت في 12 نوفمبر 1988.
وقال عرفات في نص الوثيقة، التي كتبها وحررها الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش آنذاك: "إن المجلس الوطني يعلن، باسم الله وباسم الشعب العربي الفلسطيني، قيام دولة فلسطين فوق أرضنا الفلسطينية، وعاصمتها القدس الشريف".
وأضاف: "ذلك يأتي استناداً إلى الحق الطبيعي والتاريخي والقانوني للشعب الفلسطيني في وطنه فلسطين، وتضحيات أجياله المتعاقبة دفاعاً عن حرية وطنهم واستقلاله".
وأكد أن "الإعلان يأتي انطلاقاً من قرارات القمم العربية، ومن قوة الشرعية الدولية التي تجسدها قرارات الأمم المتحدة منذ عام 1947، وممارسة من الشعب العربي الفلسطيني لحقه في تقرير المصير والاستقلال السياسي والسيادة فوق أرضه".
ودعت الوثيقة، التي تلاها عرفات، إلى ضرورة "مواصلة النضال من أجل جلاء الاحتلال الإسرائيلي، وترسيخ السيادة والاستقلال".
كما طالبت الوثيقة بضرورة تحشيد الطاقات العربية وتكثيف الجهود من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي.
وأبدت الوثيقة "التزام دولة فلسطين بميثاق جامعة الدول العربية، وإصرارها على تعزيز العمل العربي المشترك، فضلا عن التزامها بمبادئ الأمم المتحدة وأهدافها، وبالإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ومبادئ عدم الانحياز وسياسته".
وكان هذا الإعلان الثاني من نوعه، بعد الوثيقة الأولى للاستقلال، التي صدرت في أكتوبر/ تشرين الأول لعام 1948، والتي أعلنتها آنذاك حكومة "عموم فلسطين" برئاسة الفلسطيني الراحل أحمد حلمي عبد الباقي.
وبالرغم من إعلان وثيقة الاستقلال في 15 نوفمبر/ تشرين الثاني 1988، إلا أن الفلسطينيين لا يزالون يرزحون تحت الاحتلال الإسرائيلي.
ورغم المبادرات السياسية المتعددة التي تضمنت إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وهو المبدأ الذي تبنّته منظمة التحرير وتمحور حوله نضالها السياسي والعسكري، إلا أن هذه المساعي باءت بالفشل نتيجة التغيرات الحاصلة على البيئة الخارجية والإقليمية والفلسطينية.
وفي 15 نوفمبر من كل عام ينظم الفلسطينيون في الأراضي المحتلة "قطاع غزة والضفة الغربية والقدس" ومخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الخارج فعاليات لإحياء ذكرى إعلان وثيقة الاستقلال، للمطالبة بتنفيذ القرارات الدولية التي تمنحهم حقهم بإقامة دولة مستقلة وعاصمتها مدينة القدس الشرقية المحتلة.
وأعلنت الحكومة الفلسطينية، الثلاثاء عطلة رسمية بالمناسبة، وسط دعوات لتنظيم مسيرات على نقاط الاحتكاك مع الجانب الإسرائيلي، بحسب مراسل الأناضول.
والاثنين قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إن "السلام والاستقرار يبدآن بالاعتراف بالحقوق الفلسطينية التي أقرّتها الشرعية الدولية، وفي مقدمتها حقه في تقرير المصير وقيام دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية".
وأضاف عباس في كلمة بالمناسبة أن "الشعب الفلسطيني يحيي اليوم الذكرى الـ34 لإعلان الاستقلال الوطني، صامداً رغم كل ما يقوم به الاحتلال من جرائم وعدوان".
وتابع أن "إعلان الاستقلال شكّل منعطفاً هامًّاً ومصيرياً في تاريخ قضيتنا، مهّد الطريق للبدء بمرحلة نضالية جديدة أساسها القبول بقرارات الشرعية الدولية، ودخول دولة فلسطين المنظومة الدولية كشريك أساسي في بناء المجتمع الدولي".
وأكد عباس أن "الشعب الفلسطيني الذي بدأ كفاحه منذ وعد بلفور، لن يتخلى عن حقوقه الوطنية المستندة إلى قرارات الشرعية الدولية، ولن يفرّط بثوابته وصولا لإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة".