قال مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا عبدالله باتيلي، إن هناك احتمالات لتأخر إجراء انتخابات شاملة وحرة في ليبيا، لإنهاء المرحلة الانتقالية واستعادة شرعية المؤسسات.
جاء ذلك في أول إحاطة لباتيلي أمام مجلس الأمن الدولي منذ توليه مهامه في 25 سبتمبر/ أيلول الماضي، أمس الاثنين.
وأعلن المبعوث الأممي، خلال الإحاطة، أن اللجنة العسكرية الليبية المشتركة ستجتمع في مدينة سرت وسط ليبيا الخميس المقبل.
وقال: "إن اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) ستناقش في اجتماعها استئناف الأنشطة التي تضطلع بها لمواصلة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار،الساري منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2020".
وأضاف: "أنوي السفر إلى سرت بتاريخ 27 أكتوبر لاستئناف عمل اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) وإحياء المسار الأمني، وعلى هذا الأساس، سنعيد أيضا إنعاش المسارين السياسي والاقتصادي".
وتضم هذه اللجنة (5+5) أعضاء من المؤسسة العسكرية في غرب ليبيا و5 من قوات الشرق، وتجري حواراً منذ عامين لتوحيد المؤسسة العسكرية برعاية بعثة الأمم المتحدة.
ومنذ مارس/ آذار الماضي، تتصارع في ليبيا حكومتان الأولى برئاسة فتحي باشاغا وكلفها مجلس النواب بطبرق، شرقي ليبيا، والثانية معترف بها من الأمم المتحدة وهي حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، الذي يرفض تسليم السلطة إلا لحكومة يكلفها برلمان جديد منتخب.
وقال المبعوث الأممي، إن "الجهود المبذولة لحل القضايا العالقة المتبقية والمتصلة بالقاعدة الدستورية للانتخابات لا تصب فيما يبدو، في سبيل اتخاذ إجراءات ملموسة من جانب الجهات الفاعلة ذات الصلة، ما يزيد من تأخير احتمالات إجراء انتخابات شاملة وحرة ونزيهة لإنهاء المرحلة الانتقالية واستعادة شرعية المؤسسات".
من جهة ثانية، كشف باتيلي عن اعتزامه تسهيل عقد اجتماع بين قيادتي مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة، عقيلة صالح وخالد المشري، لفهم الالتزامات المعلنة بالرباط في 21 أكتوبر الجاري، "بشأن المناصب السيادية".
والخميس الماضي، أعلن صالح والمشري، في العاصمة المغربية الرباط، توصلهما إلى اتفاق حول "تنفيذ إجراء تغيير بالمناصب السيادية خلال الأسابيع المقبلة، على ألاّ يتعدى نهاية العام الجاري".
كما يهدف الاجتماع مع صالح والمشري، وفق باتيلي، إلى الاتفاق على تدابير سياسية ودستورية وقانونية وأمنية للمضي قدما في التحضير للانتخابات، بما يتماشى مع تطلعات الشعب الليبي.
عدم تجريب حلول سابقة
من جانبه، طالب مندوب ليبيا الدائم لدى مجلس الأمن طاهر السني، المبعوث الأممي باتيلي بإكمال ما توقف عنده سابقه، آملاً عدم العودة لتجريب نفس الحلول مع توقع نتائج مختلفة، بحسب وسائل إعلامية محلية.
وأكد السني، خلال كلمة له أمام مجلس الأمن، أن الحل في ليبيا سيكون عبر الاتفاق على القاعدة الدستورية، مشيراً أن "الانتخابات وحدها ليست حلاً، والمصالحة الوطنية أساس إنهاء الصراع في البلاد".
ترحيب أمريكي
بدورها، رحبت الولايات المتحدة، الثلاثاء، بجهود ممثل الأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا عبد الله باتيلي، في حل القضايا العالقة بين الأطراف في البلاد.
جاء ذلك في تغريدة للمبعوث الأمريكي الخاص إلى ليبيا ريتشارد نورلاند، نشرتها سفارة واشنطن لدى طرابلس الاثنين، على حسابها في تويتر.
وقال نورلاند: "نرحب ترحيبا حارا بتعهد المبعوث الخاص (باتيلي) لأمين عام الأمم المتحدة ببناء الإجماع الوطني من أجل المضي قدما في الاستعداد للانتخابات، وكذلك نيته إحياء المسار الأمني".