منظمة الصحة العالمية "منزعجة" من إساءة مديرتها في سوريا لإدارة الأموال

وكالة اسوشيتد برس
إسطنبول
نشر في 24.10.2022 14:14
آثار الحرب في سوريا من الأرشيف آثار الحرب في سوريا (من الأرشيف)

صرح مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط بأنه "منزعج للغاية" من المزاعم التي أوردتها الأسوشيتدبرس الأسبوع الماضي، والتي تفيد بأن مديرة فرع المنظمة التابعة للأمم المتحدة في سوريا أخطأت في إنفاق ملايين الدولات وأساءت إلى موظفين، وانتهكت بروتوكولات المنظمة الخاصة بمكافحة فيروس كورونا المستجد مع انتشار الجائحة في أنحاء الدولة التي مزقتها الحرب.

أضاف الدكتور أحمد سالم المنظري، في رسالة بعث بها إلى جميع موظفي المنظمة بمنطقة الشرق الأوسط الجمعة، "هذه المزاعم تؤثر سلبا على الشعب السوري الذي نسعى جاهدين لخدمته".

قام عضوان من قسم الأخلاقيات بمنظمة الصحة العالمية في جنيف، أحدهما مدير القسم، بزيارة مقر منظمة شرق المتوسط بالقاهرة هذا الأسبوع، الذي يشرف على سوريا.

وجاء في رسالة المنظري "الهدف من الزيارة تعزيز الوعي عن طريق عدة جلسات حول السلوك الأخلاقي والمبادئ والقيم والتوقعات."

نشرت الأسوشيتدبرس الخميس الماضي تحقيقا -يستند إلى أكثر من مائة رسالة بريد إلكتروني ووثائق ومواد أخرى سرية تابعة للأمم المتحدة- يظهر أن موظفي منظمة الصحة أبلغوا المحققين أن مديرة مكتب المنظمة في سوريا، الدكتورة أكجمال ماغتيموفا، المتورطة في سلوك مسيء، ضغطت على موظفي المنظمة لتوقيع عقود مع سياسيين بارزين في النظام السوري، وأرسلت هدايا باهظة الثمن لمسؤولين في سوريا.

وقد رفضت ماغتيموفا التعليق على هذه المزاعم، وقالت إن هدفها "التشهير".

أثارت مزاعم سوء سلوك أكثر من عشرة من موظفي منظمة الصحة العالمية واحدة من أكبر التحقيقات الداخلية بالمنظمة منذ سنوات، شارك فيها أكثر من عشرين محققا.

وقال المنظري في رسالته "مع استمرار التحقيق، اتخذنا بالفعل إجراءات، وأبلغنا شركاءنا المانحين بالتحقيق الجاري بشكل استباقي "

مع ذلك، لا تزال ماغتيموفا في منصبها، وتواصل الحصول على راتب على مستوى مدير.

من جانبه قال كرم شعار، الخبير في الشؤون السورية بمعهد الشرق الأوسط بواشنطن، إنه بالرغم من وجود شائعات عن فساد المنظمة في سوريا منذ سنوات، أظهر تقرير الأسوشيتدبرس أن هذا الفساد "أكبر مما كنا نعتقد".

وأضاف شعار "ما قيل إنه حدث في مكتب منظمة الصحة العالمية بسوريا فظيع لأن السوريين في هذا الوقت كانوا أكثر عرضة للخطر من ذي قبل. كان يجب أن تكون منظمة الصحة مسؤولة في هذا التوقيت، لم نسمع قط عن ادعاءات خطيرة كهذه من أي وكالة أممية أخرى. الاتهامات الموجهة لمنظمة الصحة العالمية هي الأسوأ."

دمر النظام الصحي في سوريا منذ أكثر من عقد بسبب الحرب، وتعتمد الدولة منذ سنوات بشكل حصري تقريبا على المساعدات الإنسانية.

يعيش ما يقرب من 90 بالمائة من السكان في فقر، كما نزح أكثر من سبعة ملايين سوري بسبب الصراع.

وقال آدم كامرادت سكوت، الأستاذ المتخصص في الصحة العالمية بمعهد الجامعة الأوروبية في إيطاليا، "نظرا لأن أموال منظمة الصحة تأتي من دافعي الضرائب، يجب على المنظمة إثبات أن إنفاقها له ما يبرره."

أظهرت الوثائق المالية التي حصلت عليها الأسوشيتدبرس إنفاق ماغيموفا ذات مرة لأكثر من 11 ألف دولار من أموال منظمة الصحة على حفلة تكريم لها بسبب إنجازاتها خلال انتشار كورونا.

كما زعم كثيرون من موظفي المنظمة أن ماغيموفا استخدمت أموال المنظمة لشراء هدايا غير مناسبة لمسؤولين في حكومة النظام السوري تضمنت عملات ذهبية وسيارات فارهة.

قال كامرادت سكوت "إذا كان هناك أي سياق آخر غير إطار الأمم المتحدة وكان هناك استغلال للأموال من أجل مصلحة ذاتية، فمن المحتمل أن ترى الموظفين يتحملون المسؤولية الجنائية".

أضاف "لكن لا يزال لدينا موقف يقوم فيه موظفو منظمة الصحة العالمية بالتحقيق بشكل أساسي مع موظفي المنظمة الآخرين، وهذا ليس بالضبط النهج الأفضل".

في بريده الإلكتروني إلى موظفي منظمة الصحة العالمية في شرق المتوسط، شجع المدير الإقليمي المنظري المسؤولين على الإبلاغ عن سوء السلوك المشتبه به من خلال "الخط الساخن الخاص بالنزاهة" التابع للمنظمة.

قال ثمانية من موظفي منظمة الصحة العالمية الذين اشتكوا داخليا من سوء سلوك ماغتيموفا المبلغ عنه في وقت مبكر من العام الماضي للأسوشيتدبرس إنه لم تتم معالجة مخاوفهم بعد.

كتب أحد الموظفين السوريين السابقين إلى مدير منظمة الصحة العالمية في وقت سابق من الشهر الجاري، طالبا المساعدة بعد عدم الرد على رسائل البريد الإلكتروني السابقة.

وكتب الموظف السابق، الذي طلب 35 ألف دولار كتعويض، قائلا "أود الاستفسار عن الخطوة التالية فيما يتعلق بالأضرار الناجمة عن الإجهاد الذي يتسبب فيه مكان العمل والفقدان المحتمل للوظيفة نتيجة للمضايقات".

أضاف "إن دعمكم وتعليقاتكم في هذا الصدد ضروريان لحفظ صورة منظمة الصحة العالمية في بلدي الحبيب، سوريا".