تواجه مدرسة "راس التين" الأساسية الواقعة شرق رام الله وسط الضفة الغربية، خطر الهدم من قبل السلطات الإسرائيلية.
وفي فبراير/ شباط الماضي قالت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، إن سلطة الاحتلال أخطرت المدرسة بالهدم "بدعوى البناء بدون ترخيص".
ومدرسة "راس التين" من ضمن مدارس التحدي التي أقامتها هيئة مقاومة الجدار والاستيطان ووزارة التربية والتعليم الفلسطينية، في مناطق "ج" بالضفة الغربية، والتي تمنع سلطات الاحتلال البناء فيها.
ويُحظر على الفلسطينيين حسب اتفاقية "أوسلو 2"، إجراء أي تغيير أو بناء في المنطقة "ج" دون تصريح إسرائيلي، والذي يعد من المستحيل على الفلسطينيين الحصول عليه، وفق منظمات محلية ودولية.
وصنفت اتفاقية "أوسلو 2" لعام 1995 أراضي الضفة إلى ثلاث مناطق: "أ" تخضع لسيطرة فلسطينية كاملة، و"ب" تخضع لسيطرة أمنية إسرائيلية ومدنية وإدارية فلسطينية، و"ج" تخضع لسيطرة مدنية وإدارية وأمنية إسرائيلية، وتشكل الأخيرة نحو 60 بالمئة من مساحة الضفة.
وشيدت مدرسة رأس التين من الصفيح، ويدعمها الاتحاد الأوروبي، لكن لا يوجد ما يشير إلى إنها مدرسة سوى راية على سارية قصيرة.
وتصر الطالبة الفلسطينية سناء سليمان، 13عاما، على تلقي تعليمها المدرسي، وسط مخاوف تعرضها لاعتداءات المستوطنين، وهدم مدرستها بدعوى البناء دون ترخيص.
وقالت سناء الطالبة بالصف التاسع في مدرسة رأس التين: "من حقي التعليم كأي بنت في العالم، وكما كل إنسان".
وعبّرت الطالبة عن مخاوفها من هدم المدرسة، وقالت إنها "تخشى أن تصحو ولا تجد مدرستها".
وأشارت إلى أنها تأتي إلى المدرسة وسط مخاوف من أن تتعرض لاعتداء من المستوطنين الذين يشنون هجمات بشكل مستمر بحق السكان في منطقة سكنها.
وتشير الطالبة أن الطلبة يصابون بالذعر جراء اعتداءات المستوطنين واقتحامهم لمحيط المدرسة.
ويتلقى نحو 45 طالبا تعليمهم في المدرسة التي شيدت قبل نحو عامين، بحسب الناطق باسم وزارة التربية والتعليم صادق الخضور.
وقال الخضور، إن "المدرسة مهددة بالهدم من السلطات الإسرائيلية بدعوى البناء دون ترخيص في مناطق تصنف في الفئة ج".
ولفت إلى أن وجود المدرسة والطلبة والمعلمين رسالة تحدي وإصرار على البقاء في الأرض والحفاظ عليها.
وطالب الخضور المجتمع الدولي عامة والاتحاد الأوروبي خاصة بالعمل على توفير بيئة آمنة للطلاب لتلقي تعليمهم، وفق الأنظمة والقوانين الدولية.
وأضاف: "السلطات الإسرائيلية تمنع أي تطوير للمدرسة حيث ظلت تفتقر لأدنى الخدمات، كما تفكر إسرائيل بهدم 7 مدارس بالضفة الغربية، بجانب مدارس أخرى مهدد بالهدم".
بدورها، قالت مديرة المدرسة نورا الأزهري، إن "الطلبة وطاقم المعلمين تتهددهم مخاطر عدة، أبرزها المستوطنين اليهود الذين يستفزون الطلبة والمعلمين".
وأكدت أن "مستوطنون يهود يزورون محيط المدرسة ويصورونها باستمرار، ولا نستطيع توفير ساحة للتلاميذ، أو مظلات تقيهم أشعة الشمس والأمطار".
وتسكن عشرات العائلات الفلسطينية في تجمع رأس التين الواقع على السفوح الشرقية لجبال رام الله المطلة على غور الأردن.
ويتعرضون سكان المنطقة لاعتداءات المستوطنين بشكل مستمر، ولعمليات هدم تجريها السلطات الإسرائيلية بدعوى البناء دون ترخيص.