دعا العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، إيران إلى "خطوات جدية مع جيرانها والمجتمع الدولي لبناء الثقة"، فيما أدان الإجراءات الأحادية التي تقوض حل الدولتين في موضوع القضية الفلسطينية.
جاء ذلك في الخطاب الملكي السنوي للسياستين الداخلية والخارجية للدولة، مساء الأحد، الذي وجهه إلى مجلس الشورى عقب افتتاح الملك الدورة الجديدة للمجلس، وفق ما نقلته وكالة الأنباء السعودية الرسمية.
وقال العاهل السعودي في خطابه: "ندعو إيران للوفاء عاجلاً بالتزاماتها النووية، والتعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، واتخاذ خطوات جِديّة لبناء الثقة بينها وبين جيرانها والمجتمع الدولي".
وبشأن أمن الطاقة في العالم، أشار الملك سلمان إلى أن "بلاده تعمل جاهدة ضمن استراتيجيتها للطاقة، على دعم استقرار وتوازن أسواق النفط العالمية، بوصف البترول عنصراً مهماً في دعم نمو الاقتصاد العالمي".
وعن القمة التي حضرها الرئيس الأمريكي جو بايدن، في جدة في يوليو/تموز الماضي، أضاف: "عكست القمة التي عقدت بمشاركة الولايات المتحدة وقادة تسع دول عربية، التأكيد المشترك على أهمية العمل الجماعي لبناء مستقبل أفضل للمنطقة ودولها وشعوبها".
وأكد أن القمة أيضا عكست "تكثيف التعاون في إطار مبادئ ميثاق الأمم المتحدة التي تقوم على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية واحترام استقلالها وسلامة أراضيها واحترام قيم المجتمعات وثقافتها".
ولا يزال هناك "تباين" وفق مراقبين بين السعودية والولايات المتحدة إثر قرار أوبك+ خفض إنتاج النفط في 5 أكتوبر/ تشرين أول الجاري، واتهام واشنطن للرياض بدعم روسيا في هذا القرار كونهما من أكبر منتجي النفط، وهو ما اعتبرته المملكة "غير صحيح" ورفضت "الإملاءات".
وأكد العاهل السعودي، في تطرقه للأزمة الروسية الأوكرانية، على موقف السعودية الداعم لكافة الجهود الدولية الرامية إلى إيجاد حل سياسي يؤدي إلى إنهاء الأزمة ووقف العمليات العسكرية.
فيما دعا إلى إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية وإقامة دولة فلسطين مستقلة على حدود 1967م وعاصمتها القدس الشرقية.
وأضاف: "تدين المملكة جميع الإجراءات الأحادية التي تقوض حل الدولتين، وتدعو لوقفها الفوري الكامل".
وبشأن اليمن، قال الملك سلمان: "نجدد موقفنا الراسخ والداعم لكل ما يسهم بوقف إطلاق النار بشكل دائم، وبدء العملية السياسية بين الحكومة اليمنية والحوثيين؛ مع ضرورة وقف الانتهاكات الاستفزازية الحوثية المسلحة"
وحول العلاقات الخليجية، قال: "نتطلع لتحقيق المزيد من الارتقاء بالعمل الخليجي المشترك، ونؤكد أهمية استكمال بناء تكتل اقتصادي مزدهر، ومنظومتي الدفاع والأمن المشترك".
وعن موقف السعودية حيال الأوضاع في العراق، أكد دعم المملكة لأمن العراق واستقراره ونمائه ووحدة أراضيه، وهويته العربية ونسيجه الاجتماعي، وتطوير أوجه التعاون ثنائيا وجماعيا، ومساندته في مواجهة الجماعات الإرهابية والمليشيات المسلحة".
كما جدد دعم المملكة لـ"كل جهد يسهم ويشجع الحوار بين القوى السياسية والأطراف السودانية ومساندة السودان في مواجهة التحديات الاقتصادية".
وفيما يتصل بالشأن السوري، قال: "نشدد على أهمية منع تجدد العنف، والحفاظ على اتفاقات وقف إطلاق النار، وايصال المساعدات الإنسانية للمحتاجين السوريين".
وأكد العاهل السعودي في الخطاب على "ضرورة تنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية هيكلية شاملة تقود إلى تجاوز أزمة لبنان، وأهمية بسط سلطة حكومته لضبط أمنه والتصدي لعمليات تهريب المخدرات والأنشطة الإرهابية".
كما أكد على "ضرورة مواصلة تقديم المساعدات الإنسانية لأفغانستان، والحرص على دعم أمنها وعدم تحولها إلى منطلق للعمليات الإرهابية أو مقراً للإرهابيين".