أعلن لبنان، الثلاثاء، حصوله على كامل مطالبه في ملف المفاوضات بشأن ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل.
جاء في مؤتمر صحفي لنائب رئيس البرلمان اللبناني إلياس بوصعب، في قصر بعبدا بالعاصمة بيروت بعد تسليمه الرئيس ميشال عون الصيغة التي تسلمها من الوسيط الأميركي اموس هوكستين بملف ترسيم الحدود البحرية بين الجانبين.
وقال بوصعب، الوزير المكلف بملف الترسيم: إن لبنان "حصل على كافة حقوقه من اتفاق الترسيم ومهما كانت الصيغة الاتفاق سيؤمن استقراراً اقتصادياً في المنطقة".
وأكد أن لبنان "سيحصل على كامل حقوقه من حقل قانا للغاز، وأن الجانب الإسرائيلي يمكن أن يأخذ تعويضاته من شركة توتال وليس من لبنان"، مشيراً إلى أنه "سبق للبنان أن وقع اتفاقاً مع توتال عام 2017".
وأوضح أن "الصيغة النهائية لبّت المطالب اللبنانية كلها على عكس ما يُشاع، وملاحظاتنا أًخذت بعين الاعتبار، وتوصّلنا إلى حل يرضي الطرفين واليوم سيشهد تطورات كثيرة"، دون أن يفصح عنها.
وأعرب المسؤول اللبناني عن الأمل بأن "يختم الرئيس عون عهده بالوصول إلى اتفاق ترسيم الحدود البحرية كما بدأ عهده بإصدار مراسيم النفط"، مشيراً أن عون "سيجري الاستشارات اللاّزمة للبحث بالصيغة النهائية للاتفاق".
وشدد بوصعب على أن "العرض الأميركي لترسيم الحدود البحرية ليس اتفاقاً أو معاهدة مع إسرائيل، فنحن لا نعترف بإسرائيل".
ويأتي هذا التطور بعدما كان لبنان وإسرائيل قد أبديا ملاحظات على مسودة اتفاق سابقة أرسلها هوكستين إلى الجانبين مطلع أكتوبر/ تشرين أول الجاري.
وبحسب خبراء وسياسيين لبنانيين، فإن لبنان وضع ملاحظات أبرزها ما يسمى خط "الطفافات" الذي تتمسك به إسرائيل ويرفضه لبنان لانطلاق ترسيم الحدود، إضافة إلى مطالبة إسرائيل لبنان بدفع تعويضات بحصتها من حقل قانا الذي يقع جزء صغير منه في المنطقة الاقتصادية الإسرائيلية، الأمر الذي يرفضه لبنان.
إسرائيل: إنجاز تاريخي
من جانبه، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد، الثلاثاء، موافقة حكومته على المقترح الأمريكي لترسيم الحدود البحرية مع لبنان.
وقال لابيد في بيان: "هذا إنجاز تاريخي سيعزز أمن إسرائيل ويضخ المليارات في الاقتصاد ويضمن استقرار حدودنا الشمالية".
وأضاف: "مشروع الاتفاقية يلبي جميع المبادئ الأمنية والاقتصادية التي وضعتها إسرائيل".
وأعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان "توصل لبنان وإسرائيل إلى اتفاق تاريخي لتسوية الخلاف البحري".
وقالت: "من المقرر أن يعقد رئيس الوزراء يائير لابيد جلسة لمجلس الوزراء الأمني (الكابينت) غدا (الأربعاء)، يليه اجتماع خاص للحكومة".
لبنان: "توتال" ستنقب عن الغاز فور الاتفاق
أعلن وزير الطاقة اللبناني وليد فياض، الثلاثاء، أن شركة "توتال إنرجيز" ستبدأ التنقيب عن الغاز فورا بعد الاتفاق النهائي على اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل.
وجاء تصريح فياض بعد الاجتماع الذي عقده مع رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي ووفد الشركة الفرنسية برئاسة رئيس قسم شمال إفريقيا والشرق الأوسط لفرع الاستكشاف والإنتاج لورون فيفيا.
وقال فياض في مؤتمر صحفي إن "شركة توتال إنرجيز ستبدأ التنقيب عن الغاز في المياه اللبنانية فور وضع اللمسات النهائية على اتفاق الترسيم مع إسرائيل".
وأضاف: "وزارة الطاقة معنية بالتنقيب وتوتال ستحضّر الخطة وسنتأكد من أنها سريعة وسنحضّر الأمور اللوجستية وستبدأ الأعمال فوراً".
وأوضح فياض أن الشركة الفرنسية وعدت بالإسراع في التنقيب أيضا عن النفط في الحقول اللبنانية، وأردف: "لبنان سيصبح دولة نفطية والتزام توتال خير دليل على ذلك".
ويتنازع لبنان وإسرائيل على منطقة بحرية غنية بالنفط والغاز في البحر المتوسط تبلغ مساحتها 860 كيلومترا مربعا، وتتوسط واشنطن في مفاوضات غير مباشرة بينهما لتسوية الخلاف وترسيم الحدود.