غزة تعلن مواصلة أعمال التنقيب عن موقع أثري بيزنطي
- وكالات, غزة
- Sep 21, 2022
يواصل فريق التنقيب أعماله في البحث في الموقع الأثري المكتشف مؤخرا داخل أرض زراعية شرقي قطاع غزة.
ويحتوي الموقع الذي تم العثور عليه بمخيم البريج، أرضيات فسيفسائية ومقتنيات زجاجية وفخارية تعود للعهد البيزنطي.
وقال مدير عام الآثار في الوزارة بغزة، جمال أبو ريدة، بإنه يعتقد أن تكون هذه الأرضيات جزءا من "معبد ديني بيزنطي يعود لحوالي 1600 عام".
وأضاف إن "الرسوم والنقوش التي حملتها الأرضيات الفسيفسائية مشابهة لرسوم الفسيفساء في دير القديس هيلاريون، والكنيسة البيزنطية بغزة يزيد عمرهما عن 1600 عام".
وتابع: "التخمينات الأولية تُشير إلى أن هذا الموقع كان عبارة عن معبد يعود للديانة المسيحية آنذاك، ويتبع المعبد عادة عددا من المرافق القريبة منه والمتوقع وجودها في المكان".
وأوضح أن وزارته قامت بوضع "بعض المجسّات (أجهزة للمسح الأثري) في الأماكن القريبة من المكان وفي الجهة الجنوبية في الكشف الأثري حيث تم العثور على بقايا جدران أثرية هناك".
وبين أن "الطواقم الفنية بصدد وضع مجسّات في الجهة الشمالية للكشف الأثري للتعرف أكثر عن هذا الكشف وخباياه".
كما ذكر أن وفدا من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو"، زار أمس الثلاثاء، الموقع وتعهّد بتوفير موازنة مالية لـ"إجراء تدخل عاجل لعمل المزيد من المجسّات في المكان وبناء سور حول الموقع الأثري".
**الحياة البيزنطية
ويقول أبو ريدة إن الرسومات والنقوش الهندسية التي تحملها اللوحات الفسيفسائية الأرضية المُكتشفة "تعكس طبيعة الحياة الاجتماعية والاقتصادية في ذلك الوقت".
وأردف: "هناك رسومات لمجموعة من الطيور والحيوانات، والتي ما زالت تتواجد وتعيش في قطاع غزة، ما يعني أنهم كانوا يجسدون طبيعة الحياة آنذاك".
ويعتقد أن احتفاظ الأرضيات الفسيفسائية بملامحها وألوانها يعود إلى "اهتمام البيزنطيين بالمعابد وتسخير الكثير من العمّال والإمكانيات لتشييدها".
ولا يستبعد أبو ريدة أن يكون هذا الموقع الأثري قد تعرّض لترميم "في الفترة التي تلت العهد البيزنطي"، قائلا: "من الصعب الحكم على ذلك قبل عمل مجسات للتعرف على الموقع الأثري بشكل كامل".
ويشير إلى أن المستقبل كفيل بـ"الكشف عن المزيد من المواقع الأثرية التي تعود للعهد البيزنطي في قطاع غزة".
**اكتشاف الموقع بـ"الصدفة"
وقبل نحو 6 أشهر، عثر المزارع الفلسطيني سليمان النباهين، خلال قيامه بأعمال نقل للتربة في أرضه الزراعية التي تبلغ مساحتها 450 مترا، على هذه الأرضيات الفسيفسائية صدفةً.
ودفع الفضول، المزارع النباهين، إلى إجراء عمليات من البحث وتوسعتها للتعرف على ما تدفنه التربة تحتها، كما قال لوكالة الأناضول.
ويوضح أنه "وسّع من رقعة البحث، لتضم ٣ حفريات بمساحات مختلفة، للتعرف على ملمح عام لهذا الموقع، قبل التوجّه لوزارة الآثار لإبلاغهم عن هذا الكشف الأثري".
وتبلغ طول الحفرة الأولى نحو 8 أمتار فيما يبلغ عرضها 4.5 أمتار، وأما الحفرة الثانية فيبلغ طولها نحو مترين ونصف وأما العرض مترين فقط، فيما يصل طول الحفرة الثالثة إلى 4 أمتار بطول مترين.
وتتلون هذه اللوحات الفسيفسائية الأرضية بعدة ألوان عُرف منها "الأبيض والأسود والبُني (القرميدي) والأخضر"، بالإضافة لتطعيمها بـ"قطع زجاجية"، وفق النباهين.
وذكر أنه أبلغ الوزارة بوجود هذا الموقع، منذ نحو 3 شهور، بعدما أدرك أن هذه الأرضيات "آثار وفسيفساء".
وأردف قائلا: "جاء آنذاك وفد من الوزارة وخبراء في الآثار وانبهروا من هذا الكشف، وبروز ألوان الأرضية بهذا الشكل".
ويشعر النباهين بالسعادة لعثوره على هذا الموقع الذي يعدّ من "التراث الفلسطيني ويشير إلى مدى عمق الحضارة على هذه الأرض".
وعثر المزارع الفلسطيني خلال عمليات البحث على قطع فخارية وزجاجية وأُخرى مصنوعة من الطين، وبقايا قاعدة عامود من الجرانيت.
وينقل المزارع عن مسؤولين وخبراء في الآثار، بعد عرض تلك المقتنيات عليهم، اعتقادهم بأن القطع الزجاجية تشكّل بقايا من "مصباح زجاجي كان يستخدم في ذلك العهد للإنارة".
في الوقت نفسه، أثار الاكتشاف أيضاً دعوات لحماية أفضل للآثار في غزة، وهي مجموعة مواقع مهدّدة بسبب الافتقار إلى الوعي والموارد، إضافة إلى المخاطر المستمرّة جراء الاشتباك المتكرّر مع إسرائيل.
ووصفت هيئة الآثار في غزة الفسيفساء بأنّها "كشف أثري كبير".
وتبلغ مساحة قطعة الأرض هذه نحو 500 متر مربع، وبها ثلاث مناطق محفورة تكشف أجزاء من الفسيفساء.
وأكبر حفرة في الأرض مساحتها تقريبا متران في 3 أمتار، بها 17 رسماً بالفسيفساء لحيوانات، بينما تظهر لوحتان أخريان أشكالاً زخرفية معقدة. وأدّت جذور شجرة زيتون قديمة إلى إتلاف أجزاء من الفسيفساء.
وتعد مدينة غزة من مدن العالم القديمة، وخضعت لحكم الفراعنة، والإغريق، والرومان، والبيزنطيين، والمسلمين.