دعا الرئيس العراقي برهم صالح، مساء الثلاثاء، إلى إجراء انتخابات مبكرة ضمن "تفاهم وطني"، معتبراً أنها تشكل مخرجاً للأزمة الحالية، كما دعا تحالف قوى الإطار التنسيقي إلى الإسراع بتشكيل "حكومة خدمة وطنية".
وشهدت العاصمة العراقية بغداد ومحافظات أخرى احتجاجات واشتباكات وفوضى أمنية، يومي الاثنين والثلاثاء، منذ إعلان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أمس اعتزاله العمل السياسي نهائيا.
وقال صالح، في كلمة متلفزة، إن "انتهاء أحداث العنف والصدامات وإطلاق الرصاص أمر ضروري ومهم لحقن دماء العراقيين، لكنه لا يعني انتهاء الأزمة السياسية المستحكمة"، بحسب وكالة الأنباء الرسمية.
وخلفت الاشتباكات ما لا يقل عن 23 قتيلا و380 جريحا وفق مصادر رسمية، بعد اندلاع مواجهات بين متظاهرين من أنصار التيار الصدري وقوات الأمن وأخرى بين أنصار التيار ومؤيدي الإطار التنسيقي.
وأكد الرئيس العراقي أن "إجراء انتخابات جديدة مبكرة وفق تفاهم وطني يمثل مخرجا للأزمة الخانقة في البلاد"، معتبراً أن "الانتخابات (البرلمانية) الأخيرة (في 10 أكتوبر/ تشرين الأول 2021) لم تحقق ما يأمله المواطن، وواجهت الكثير من الإشكالات والتحديات".
ولفت إلى "التأخير في تلبية التوقيتات الدستورية وتشكيل حكومة جديدة، وقضية استقالة الكتلة الصدرية الفائزة في الانتخابات، وما لها من آثار سياسية واجتماعية جسيمة".
في السياق، دعا صالح قادة الإطار التنسيقي إلى التواصل مع الصدر لـ"تهدئة النفوس، والخروج في هذا الحوار الوطني بحل سياسي حاسم يتناول قضية الانتخابات الجديدة المبكرة وتشكيلة الحكومة وإدارة الفترة المقبلة".
وتعد اشتباكات الاثنين والثلاثاء أحدث حلقة من الصراع بين أكبر قوتين شيعيتين في الساحة العراقية، وهما التيار الصدري والإطار التنسيقي (مقرب من إيران).
ودعا الإطار التنسيقي، عبر بيان الثلاثاء، إلى "الإسراع بتشكيل حكومة خدمة وطنية تتولى المهام الإصلاحية ومحاربة الفساد ونبذ المحاصصة وإعادة هيبة الدولة لينعم الجميع بالأمن والاستقرار بمشاركة واسعة من جميع القوى السياسية الراغبة بالمشاركة".
فيما قال عضو تحالف الفتح (أحد مكونات الإطار التنسيقي) علي الفتلاوي، في تصريح صحفي الثلاثاء، إن الإطار التنسيقي سيتقدم بمبادرة إلى الصدر "تتضمن بعض الأمور كبادرة حسن نية".
ولم يكشف الفتلاوي عن مضمون المبادرة، فيما يرفض التيار الصدري ترشيح الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني لرئاسة الحكومة، ويطالب بحل مجلس النواب وإجراء انتخابات مبكرة.
وحتى الساعة 19:30 بتوقيت غرينتش لم يعقب التيار الصدري على ما جاء في كلمة الرئيس العراقي ولا بيان الإطار التنسيقي.
وإعلان الصدر، الاثنين، اعتزاله العمل السياسي هو التاسع من نوعه خلال تسع سنوات، وجاء بعد يومين من اقتراحه أن تتنحى جميع الأحزاب السياسية لوضع حد للأزمة في البلاد.
وحالت الخلافات بين القوى السياسية، لا سيما الشيعية منها، دون تشكيل حكومة جديدة منذ الانتخابات الأخيرة.