اتساع التداعيات الإقليمية لاستقالة مقتدى الصدر وأعمال العنف في بغداد

وكالة الأناضول للأنباء
بغداد
نشر في 30.08.2022 11:35
عربات الجيش في بغداد الفرنسية عربات الجيش في بغداد (الفرنسية)

أغلقت إيران حدودها مع العراق فيما علقت الرحلات الجوية بينهما اليوم الثلاثاء، بسبب أعمال العنف التي تشهدها بغداد بعد إعلان رجل الدين الشيعي النافذ مقتدى الصدر اعتزاله العمل السياسي.

وقال الجيش العراقي إن أربعة صواريخ سقطت في المنطقة الخضراء شديدة التحصين، التي شهدت اشتباكات مسلحة خلال الليل بين ميليشيا تابعة لمقتدى الصدر وقوات الأمن العراقية.

فيما أدت الاشتباكات إلى مقتل 22 متظاهرا، وفقا لمسؤولين في وزارة الصحة العراقية.

استقالة الصدر المفاجئة دفعت العراق إلى دوامة عنف وفوضى دون مسار واضح للخروج. ويستمد رجل الدين قوته من قدرته على الحشد والسيطرة على جماهيره الغفيرة، لكن إعلان الانسحاب من المشهد السياسي، منحهم ضمنيا حرية التصرف على النحو الذي يرونه مناسبا.

وقال مسؤولان أمنيان إن (سرايا السلام)، الميليشيا التابعة للصدر، اشتبكت مع قوات الأمن العراقية في المنطقة الخضراء انتقاما لمقتل موالين عزل باستخدام مجموعة من الأسلحة، بما في ذلك قذائف مورتر وقذائف صاروخية. كما سيطرت الميليشيا على بعض المقار التابعة لميليشيات مدعومة من إيران في المحافظات الجنوبية خلال الليل.

وأشار التلفزيون الإيراني الرسمي إلى أن إغلاق الحدود يعود إلى "الاضطرابات" و"الحظر التجول" في المدن العراقية. وحث الإيرانيين على تجنب السفر إلى العراق وناشد الحجاج الإيرانيين الشيعة في العراق تجنب السفر بين المدن.

دخلت الحكومة العراقية نفق الأزمة بعد فوز حزب الصدر بأكبر حصة من المقاعد في الانتخابات البرلمانية في أكتوبر/ تشرين أول لكنها لم تكن كافية لتشكيل حكومة أغلبية. وأدى رفضه للتفاوض مع خصومه الشيعة المدعومين من إيران والخروج اللاحق من المحادثات إلى دفع البلاد إلى حالة من عدم اليقين السياسي وعدم الاستقرار وسط تصاعد الخلافات بين الشيعة.

ولتعزيز مصالحه السياسية، غلف الصدر خطابه بأجندة قومية وإصلاحية ما أحدث صدى قويا بين قاعدته الشعبية العريضة من مؤيديه. يطالب التيار الصدري بحل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة دون مشاركة الجماعات الشيعية المدعومة من إيران، والتي يحملونها مسؤولية الوضع الراهن.

في غضون ذلك، حثت الكويت مواطنيها في العراق على مغادرة البلاد. كما طالبت وكالة أنباء كونا الكويتية الراغبين في السفر إلى العراق لتأجيل خططهم بسبب اندلاع اشتباكات عنيفة في الشوارع بين الجماعات الشيعية المتناحرة في البلاد.

أخلت هولندا سفارتها في المنطقة الخضراء، وفقا لما أعلنه وزير الخارجية الهولندي فوبكه هوكسترا على حسابه على تويتر في وقت مبكر من اليوم الثلاثاء.

وكتب هوكسترا "هناك معارك تدور حول السفارة في بغداد. يعمل موظفونا الآن في السفارة الألمانية من مكان آخر بالمدينة".

أوقفت شركة طيران الإمارات رحلاتها إلى بغداد اليوم الثلاثاء بسبب الاضطرابات المستمرة في العراق، وأعلنت الشركة أنها "تراقب الوضع من كثب".

ولم تعلن الشركة عما إذا كانت ستستأنف رحلاتها غدا الأربعاء.

أزال المتظاهرون الموالون لمقتدى الصدر الحواجز الأسمنتية خارج القصر الحكومي بالحبال واجتاحوا بوابات القصر. وتدفق الكثيرون إلى الصالونات الفخمة والقاعات الرخامية في القصر، مقر الاجتماعات الرئيسي لرؤساء الدول العراقية وكبار الشخصيات الأجنبية.

أعلن الجيش العراقي حظر تجول في جميع أنحاء البلاد، وعلق رئيس الوزراء المؤقت جلسات مجلس الوزراء ردا على أعمال العنف. وقال مسؤولون طبيون إن عشرات المحتجين أصيبوا بالغاز المسيل للدموع والاشتباكات مع شرطة مكافحة الشغب.