بغداد: مقتل 12 متظاهرا من أنصار الصدر في المنطقة الخضراء

إسعاف مصابين من المتظاهرين إلى مستشفى الكندي في بغداد بعد تدخل القوات الأمنية ضد متظاهرين من أنصار التيار الصدري بالرصاص والغاز المسيل للدموع (الأناضول)

قتل 12 متظاهرا وأصيب نحو 270 آخرين من أنصار مقتدى الصدر بعد اقتحامهم، الاثنين، القصر الحكومي في المنطقة الخضراء بالعاصمة العراقية بغداد، إثر إطلاق قوات الأمن النار عليهم لتفريقهم.

ونقلت وكالة فرانس برس عن مصادر طبية عراقية أن بعض المتظاهرين أصيبوا بالرصاص والبعض الآخر جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع، خلال الفوضى التي عمت المنطقة الخضراء المحصنة والتي تضم مؤسسات حكومية وسفارات بعد اقتحامهم لها.

ويأتي اقتحام المتظاهرين المنطقة الخضراء بعد إعلان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر اعتزاله العمل السياسي نهائيا، في ظل أزمة سياسية ممتدة في البلاد منذ أكثر من عشرة أشهر.

ورفضا لهذا الإعلان، اقتحم متظاهرون من أنصار التيار القصر الحكومي في المنطقة الخضراء، ثم أطلقت قوات الأمن النار بكثافة وأبعدتهم عن محيط القصر.

وأفاد شهود عيان بتبادل لإطلاق النار بين أنصار التيار الصدري (شيعي) وخصومهم في تحالف قوى "الإطار التنسيقي" (شيعي) الموالي لإيران.

وأعلنت قيادة العمليات المشتركة، في بيان، فرض حظر تجوال شامل في جميع المحافظات اعتبارا من الساعة السابعة مساء اليوم، الخامسة بتوقيت غرينتش، إلى إشعار آخر.

تحقيق عاجل

وفي أول رد فعل حكومي على سقوط قتلى في المنطقة الخصراء، وجّه رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، الاثنين، بفتح تحقيق عاجل، مشددا على منع استخدام الرصاص الحي ضد المتظاهرين من أي طرف كان.

وقال المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء في بيان، إن الكاظمي شدد على "التزام الوزارات، والهيئات، والأجهزة الأمنية والعسكرية بالعمل وفق السياقات والصلاحيات والضوابط الممنوحة لها".

وأضاف: "قواتنا الأمنية مسؤولة عن حماية المتظاهرين، وأي مخالفة للتعليمات الأمنية بهذا الصدد ستكون أمام المساءلة القانونية"، موجها "بفتح تحقيق عاجل بشأن الأحداث في المنطقة الخضراء، ومصادر إطلاق النار، وتحديد المقصرين ومحاسبتهم وفق القانون".

ودعا الكاظمي المواطنين إلى "الالتزام بالتعليمات الأمنية وقرار حظر التجوال".

وظهر الاثنين، ترأس مصطفى الكاظمي، اجتماعا طارئا للقيادات الأمنية في مقر العمليات المشتركة، وبعد الاجتماع، دعا في بيان المتظاهرين إلى "الانسحاب الفوري من المنطقة الخضراء، وعدم إرباك الوضع العام في البلاد، وتعريض السلم المجتمعي إلى الخطر".

فيما أكد رئيس الجمهورية برهم صالح، الاثنين، أن تطورات الأحداث تفرض على القوى الوطنية الترفع عن الخلافات، ودعا الجميع إلى "التزام التهدئة وضبط النفس ومنع التصعيد".

مواقف عربية

في أولى ردود الفعل العربية على الاحداث في بغداد، دعت مصر والجزائر وجامعة الدول العربية، الاثنين، العراقيين إلى تغليب لغة الحوار لتجاوز الأزمة السياسية الراهنة، مع تحذير من انزلاق البلاد إلى "مزيد من العنف والفوضى وإراقة الدماء".

وأجرى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اتصالا هاتفي بنظيره العراقي برهم صالح أكد فيه "دعم جمهورية مصر العربية لأمن واستقرار وسلامة الشعب العراقي"، معرباً ن "أمله في تجاوز الأزمة السياسية عبر الحوار وبما يحقق الاستقرار والأمن والرخاء للعراقيين".

بدورها دعت وزارة الخارجية الجزائرية، في بيان، جميع الأطراف إلى "تفضيل لغة الحوار وتغليب المصلحة العليا للبلاد حفاظا على الأرواح والممتلكات معربة عن أملها "بتجاوز المرحلة الراهنة واستعادة العراق أمنه واستقراره بتضافر وتوحد جهود جميع أبنائه" .

فيما قال المتحدث باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية جمال رشدي، في بيان، إن الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط "يدعو جميع الأطراف العراقية إلى تغليب المصلحة الوطنية علي أية اعتبارات أخرى لتجاوز الوضع الراهن الذي يمثل خطورة على استقرار البلاد".

وحذر أبو الغيط من "انزلاق الوضع في العراق إلى مزيد من العنف والفوضى وإراقة الدماء". مشدداً على "ضرورة ضبط النفس وتوجيه جموع المتظاهرين من مختلف المجموعات بالابتعاد عن كافة المظاهر المسلحة وتفادي إراقة الدماء".

قلق أمريكي

دوليا، حذرت كل من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والأمم المتحدة، الاثنين، من خطورة التطورات الراهنة في العراق، ودعت المحتجين إلى احترام مؤسسات الدولة وحثت القوى السياسية على التهدئة والحوار لحل الخلافات، بحسب بيانات.

وقال جون كيربي مسؤول الإعلام في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، إن الولايات المتحدة تبدي "قلقها" حيال المعلومات عن تصاعد العنف في بغداد وتدعو إلى "الهدوء" و"الحوار"، داعيا جميع الأطراف المعنيين إلى التزام الهدوء".

والسبت، اقترح الصدر تنحي جميع الأحزاب السياسية لوضع حد للأزمة، حسب بيان نقله عنه صالح محمد العراقي المعروف بـ"وزير الصدر".

ويشهد العراق أزمة سياسية زادت حدتها منذ 30 يوليو/ تموز الماضي، حيث بدأ أتباع التيار الصدري اعتصاما لا زال متواصلا داخل المنطقة الخضراء، رفضا لترشيح تحالف "الإطار التنسيقي" (مقر من إيران) محمد السوداني لمنصب رئاسة الوزراء، ومطالبةً بحل مجلس النواب وإجراء انتخابات مبكرة.

وحالت الخلافات بين القوى السياسية، لاسيما الشيعية منها، دون تشكيل حكومة جديدة منذ الانتخابات الأخيرة في 10 أكتوبر/ تشرين الأول 2021.

Bu web sitesinde çerezler kullanılmaktadır.

İnternet sitemizin düzgün çalışması, kişiselleştirilmiş reklam deneyimi, internet sitemizi optimize edebilmemiz, ziyaret tercihlerinizi hatırlayabilmemiz için veri politikasındaki amaçlarla sınırlı ve mevzuata uygun şekilde çerez konumlandırmaktayız.

"Tamam" ı tıklayarak, çerezlerin yerleştirilmesine izin vermektesiniz.