أسفر حريق "كبير" شبّ في كنيسة غربي العاصمة المصرية القاهرة، الأحد، عن مصرع 41 وإصابة 55 آخرين لم يتبق منهم بالمستشفيات غير 12 بينهم 4 حالات غير مستقرة.
جاء ذلك وفق بيانيين للكنيسة ووزارة الصحة المصريتين، وسط تأكيد أمني رسمي أن الحريق اندلع بسبب "خلل كهربائي"، بموقع حادثٍ وصفه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بـ"الأليم".
وأفادت وكالة الأنباء المصرية، بأن "حريقا شب الأحد، بكنيسة في الجيزة، وعمل رجال الإطفاء على السيطرة عليه وإخماد النيران بعد فرض طوق أمني بمحيط الكنسية".
** حصيلة الضحايا
وقال حسام عبد الغفار متحدث وزارة الصحة، في بيان، إنه تم "الدفع بـ 30 سيارة إسعاف لموقع حادث الحريق، ونقل 55 حالة إلى مستشفيات (إمبابة العام، والعجوزة)، وجار التعامل مع الحالات المصابة، وحصر حالات الوفاة".
من جانبها، قالت الكنيسة الأرثوذكسية المصرية، في بيان، إن "حريقا كبيرا شب في كنسية أبي سيفين أثناء القداس الإلهي (الصلاة الرئيسية لدى المسيحيين)".
ونقل بيان الكنيسة عن مصادر من وزارة الصحة، لم يسمها، أن "الوفيات وصلت حتى الآن 41 شخصا بينما بلغ عدد المصابين 14".
وقال البابا تواضروس، إنه يتابع مع الأجهزة المعنية كافة الأمور المتعلقة بالحادث، حسب البيان نفسه.
فيما ذكرت الصحة المصرية، في بيان ثان أن "إجمالي عدد الوفيات في الحادث الأليم بلغ 41 وفاة، بسبب الدخان الكثيف الناتج عن الحريق والتدافع بسبب محاولات هروب الضحايا".
وأشارت إلى تواجد 12 مصابا حاليا بالمستشفيات يتلقون الرعاية الصحية بينهم "4 حالتهم غير مستقرة".
ومن أبرز ضحايا الحريق المتوفين، عبد المسيح بخيت، كاهن الكنيسة التي شب بها الحريق، وعدد من الأطفال، وفق ما نقله إعلام محلي.
في سياق متصل، تفقد رئيس وزراء مصر، مصطفى مدبولي، موقع الحادث، وقدم تعازيها عبر اتصال هاتفي مع بابا أقباط مصر، وتوجه لزيارة مصابي الحادث، وفق بيانات لمجلس الوزراء.
** خلل كهربائي
وفي وقت سابق الأحد، قالت وزارة الداخلية، في بيان إنه "تم السيطرة على الحريق وإخلاء المصابين والمتوفين ونقلهم للمستشفيات، كما أسفر الحريق عن إصابة ضابطين و3 أفراد من قوات الحماية المدنية".
وأضافت: "أسفر فحص أجهزة الأدلة الجنائية أن الحريق نشب بجهاز تكييف في الدور الثاني بمبنى الكنيسة، والذى يضم عدداً من قاعات الدروس نتيجة خلل كهربائي".
وتابعت: "أدى ذلك لانبعاث كمية كثيفة من الدخان كانت السبب الرئيسي في حالات الإصابات والوفيات".
** توجيه رئاسي
على الصعيد ذاته، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في بيان: "أتُابع عن كثب تطورات الحادث الأليم بكنيسة المنيرة بمحافظة الجيزة، ووجهت كافة أجهزة ومؤسسات الدولة المعنية باتخاذ كل الإجراءات اللازمة".
ووجه السيسي، بـ"التعامل بشكل فوري مع هذا الحادث وآثاره وتقديم كافة أوجه الرعاية الصحية للمصابين".
وأجرى الرئيس المصري اتصالا هاتفيا ببابا أقباط مصر، تواضروس الثاني، مقدما له التعازي، ومؤكدا قيام مؤسسات الدولة باحتواء آثار هذا الحادث، وفق بيان للرئاسة.
كما قالت النيابة المصرية في بيان إنها "شكلت فريق تحقيق كبير للتحقيق في واقعة وبدأت التحقيقات وستعلن عن نتائجه كلما تسنى ذلك".
** تعويضات مالية وتعاز
وقررت وزارة التضامن الاجتماعي صرف تعويضات تصل إلى 100 ألف جنيه (5265 دولارا) بالتنسيق مع الأزهر الشريف والجمعيات الأهلية لكل أسرة متوفٍ بالحادث و5000 جنيه (265 دولارا) لكل مصاب، وفق بيان.
ووفق بيانات رسمية منفصلة قدمت الكويت والأردن وفلسطين والبحرين وسفارة ألمانيا تعازيهم لمصر في الحادث، وكذلك قدمت مؤسسات محلية تعازيها للكنيسة المصرية وأبرزها الأزهر الشريف وشيخها أحمد الطيب، فضلا عن جماعة الإخوان المسلمين.