الأردن يعلن السيطرة على الوضع في العقبة بعد حادثة تسرّب الغاز السام

وكالة الأنباء الفرنسية
العقبة
نشر في 28.06.2022 21:10
صورة التقطتها كاميرات المراقبة للحظة الانفجار الفرنسية صورة التقطتها كاميرات المراقبة للحظة الانفجار (الفرنسية)

أكد رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة أن "الوضع في العقبة بات تحت السيطرة" بعد تسرّب غاز سام من حاوية سقطت من باخرة في الميناء.

كما أكد وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام فيصل الشبول صباح الثلاثاء أن حصيلة الوفيات ارتفعت الى 13 شخصا. وأسفر الحادث عن 260 إصابة بينما أوضحت مصادر طبية أن المصابين كانوا يعانون من ضيق في التنفس وسعال شديد ودوار.

وأوضح الخصاونة خلال زيارته مكان الحادث في ميناء العقبة صباح الثلاثاء برفقة وزيري الداخلية والصحة في تصريحات للصحافيين أن "الأوضاع باتت تحت السيطرة بالكامل والميناء يعمل بشكل طبيعي".

واضاف أن "الحياة عادت إلى طبيعتها (...) وتركيزات الغاز لم تعد موجودة في الجو وأعداد المصابين تتناقص في المستشفيات".

وأوضح أنه تم رفع جميع الأطواق الأمنية والاحترازية التي وضعت الاثنين عقب الحادث، بينما كلف وزير الداخلية مازن الفراية تشكيل فريق تحقيق.

وقال الأمين العام للمجلس القضائي وليد كناكريه إن "المدعي العام تحرك صباح الثلاثاء برفقة فريق من إدارة المختبرات والأدلة الجرمية للكشف وجمع العينات والأدلة في موقع الحادث ومباشرة إجراءات التحقيق، وما زال التحقيق جاريا".

من جهته، أكد الفراية أن "الأمور باتت في نصابها الصحيح والحياة الطبيعية عادت الى الموانئ ومدينة العقبة".

وفيما يتعلق بتراكيز الغاز، قال إن "الوضع آمن في الميناء وفي البحر وفي المناطق حول الميناء".

وأوضح أن القتلى هم ثمانية أردنيين وخمسة أجانب.

من جهته، أكد الهواري في تصريحات صحافية إنه "من الناحية الصحية انتهى أثر الغاز ولم يعد له أي تركيز يذكر في منطقة الحادث".

وقال مساء الثلاثاء إن "50 مصابا في حادثة العقبة لا يزالون يتلقون العلاج في المستشفيات".

وأضاف "نتوقع مغادرة معظم مصابي الحادثة المستشفيات خلال الساعات المقبلة"، مشيرا الى أن المصابين المتبقين في المستشفيات "حالاتهم بين الخفيفة والمتوسطة".

- "رائحة مادة سامة وغيمة صفراء"

وفي المستشفى الإسلامي في العقبة إلى حيث نقل عشرات المصابين، قالت الطبيبة ربى عماوي "بعد الحادث مباشرة وصلتنا 70 حالة بينها وفاة وحالات أدخلناها العناية المركزة".

واضافت "جميع الحالات كانت متشابهة وتعاني من ضيق في التنفس والسعال الشديد والدوار وكانت تحتاج الى مراقبة دائمة على مدار الساعة".

وأوضحت إن "بعضهم كان يتوقف عمل جهازه التنفسي فكنا نضعهم على جهاز التنفس الاصطناعي أما البعض الآخر فكنا نداويهم بالأدوية الوريدية والتبخير وأجهزة الأكسجين".

وقال أسد الله الجازي (25 عاما) العامل في شركة صناعات الأسمدة الكيمياوية العربية وكان يخضع للعلاج في المستشفى ويضع قناع اكسجين على وجهه بينما بدا منهكا ويعاني صعوبة في التنفس "لم نسمع أي صوت انفجار ولكننا شممنا رائحة مادة سامة ورأينا غيمة صفراء فتعرضنا للاختناق".

واضاف أن "الشركة التي نعمل لديها قامت بتزويدنا بكمامات ونقلنا الى المستشفى على وجه السرعة".

من جهته، أكد خبير الصحة والسلامة والبيئة الأردني محمود الدويري أن "غاز الكلورين له استخدامات عديدة تشمل معالجة المياه كما يستخدم في مواد التنظيف والمبيدات وغير ذلك.

واضاف أنه "خطر جدا على صحة الانسان.. واذا دخل الغاز الى الجسم بتراكيز عالية يتفاعل مع الماء فينتج حامض الهيدروكلوريك وبالتالي يدمر الخلايا ويذيب الرئتين بما يسبب الوفاة".

وأوضح الدويري "اذا وجد بتراكيز عالية في الماء والبيئة يؤدي الى تلوث يقضي على الكائنات الدقيقة والفطريات والأسماك في الماء. هو يؤدي الى تكون مواد كلورية عضوية ضارة للبيئة".

- انحسار تأثير الغاز

من جانبه، أكد مفوض السياحة والبيئة في سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة نضال المجالي "انحسار تأثير الغاز المتسرب".

وأوضح لوكالة الأنباء الأردنية أن "سرعة الرياح في موقع الحادث التي بلغت نحو 1,9 متر في الثانية، واتجاهها الشمالي، ساهم في منع أي توسع للمادة".

واكد أنه "لا اتجاه لأي غازات أو روائح أو أضرار باتجاه المدينة من موقع الحادث، ولا تراكيز عالية تؤثر على الصحة في موقع الحادث".

لكن المدير العام للصوامع عماد الطراونة أكد أنه "سيتم وقف العمل يومي الاثنين والثلاثاء، وإجراء فحوص لكامل الكمية المخزنة من الحبوب في صوامع العقبة من باب التأكيد".

وطمأن على سلامة الحبوب من حادثة العقبة، وأوضح أن "الصوامع هي إسمنتية ومحكمة الإغلاق"، مشيرا إلى أنه "رغم ذلك تم (اتّخاذ) جميع الاحتياطات اللازمة، تم إيقاف كل عمليات التفريغ والتشويل للتعبئة بالمطاحن".

وأضاف الطراونة أنه "لا يوجد بواخر تحمل الحبوب حاليا".

وذكر مدير شركة العقبة لإدارة وتشغيل الموانئ خالد المعايطة في وقت سابق أن "الحادثة تبعد عن موانئ القمح نحو 600 متر".