أردني يبتكر تقنية فريدة لشحن السيارات

أحمد نبيل (الأناضول)

لم تمنع الظروف الصعبة التي أحاطت بالشاب الأردني أحمد نبيل من اقتحام عالم الإلكترونيات وتحقيق النجاح الباهر فيه الذي أوصله إلى تصنيع شاحن للسيارات الكهربائية ينافس المنتجات العالمية وببصمة عربية خاصة.

نبيل (27 عاما)، حمله حبه منذ الصغر للإلكترونيات وكل ما يتعلق بها، إلى خوض تجربة علمية وعملية استمرت لنحو عام ونصف، أثمرت عن إعلانه إنتاج أول شاحن للسيارات الكهربائية، ليدخل من خلاله غمار المنافسة مع كبرى الشركات العالمية.

الفكرة والتصميم والتصنيع منبعها واحد، مكان لا تتعدى مساحته بضعة أمتار مربعة، لم يلتفت الشاب الأردني إلى ضيقه وقلة إمكاناته، بقدر تركيزه على هدف واحد، عنوانه التصميم والإرادة وصولا إلى الإبداع والتميز وتحقيق النجاح.

فقد نبيل والده عام 2013 بمرض السرطان، ليختار الشاب الأردني الانخراط بسوق العمل في سن مبكرة، حاملا مسؤولية إعالة والدته وإخوته، إلى جانب شقيقه الأكبر عبد الرحمن.

الظروف الخاصة، وفق ما يروي نبيل، لم تمكنه من إتمام دراسة الهندسة، رغم تجاوزه أربعة أعوام دراسية، ولجأ من تاريخ وفاة والده إلى شبكات الإنترنت، بحثا عن أفكار يصقل من خلالها معرفته التي اكتسبها من تلقاء نفسه في علوم الإلكترونيات.

** سعر مرتفع

عام 2016، دخل أحمد سوق العمل بشكل رسمي، وتخصص في مجال توصيل وحدات الإنارة، لكنه كان دائم البحث عما يمكنه من تحقيق التميز والتفرد.

وأواخر ديسمبر/ كانون الأول 2020، أحضر شقيقه عبد الرحمن شاحنا خاصا بالسيارات الكهربائية إلى منزلهم؛ بحكم عمله في تجارة السيارات، وسأله أحمد عن سعره، ليرد عليه أنه بـ250 دينارا أردنيا (352 دولارا).

من ذلك الحديث تولدت الفكرة لدى نبيل، حيث قال للأناضول: "شعرت أن سعر الشاحن مرتفع، رغم صغر حجمه وقلة تكاليفه".

وأضاف، "قلت في نفسي أن لدي إمكانية تصنيعه، وأستطيع بذلك أن أستفيد وأُفيد، خاصة أن عملية التصنيع تحتاج إلى أيدٍ عاملة كثيرة، إذا ما نظر إلى الموضوع بكميات إنتاجية كبيرة".

وخلال فحصه للشاحن وجد أحمد أن القطع المستخدمة في تصنيعه هي عبارة عن مواد خام مصنعة في أماكن مختلفة، ودوائر متكاملة تستخدم لأغراض مختلفة وهي متوفرة، ولكنها تحتاج إلى برمجة إشاراتها؛ لتتلاءم مع الآلية المصنعة، وفق ما يقول.

وأردف "بدأت العمل نهاية عام 2020، وكنت أتوقع بأن أنهي مهمتي خلال أشهر قليلة، ولكن العمل استمر لمدة عام وخمسة شهور".

** مزايا تنافسية

وأوضح الشاب الأردني "لدى المنتج الذي قمت بتصنيعه مزايا تنافسية مع ما يتم استيراده، فهو مصمم ضمن معايير أوروبية، ويتمتع بأنظمة حماية وسلامة عامة متقدمة لحماية المستخدم والسيارة".

وتابع، "كما إن من مزاياه هو سعره المنافس للمستورد، فهو 200 دينار أردني (281 دولارا)، ويدعم اللغة العربية عبر شاشة لمس مركبة على واجهته، لتوجيه المستخدم".

وكشف نبيل عن عزمه بدء الإنتاج الرسمي خلال شهر، حيث يتوقع أن تصل كمية الإنتاج الشهرية إلى ألفي شاحن، وهو ما يفوق حجم الطلب المحلي عليها، وفق قوله.

واستدرك: "تلك الكمية لا تعني كل ما أستطيع تصنيعه، ولكن يحكمني صغر المساحة.. وسأنتقل بعد ذلك إلى عملية التسويق بإذن الله، وأنا على قناعة كاملة بمستوى الإقبال الكبير على المنتج، لا سيما مع توجه الأردنيين إلى السيارات الكهربائية".

ووفق أرقام رسمية، بلغت أعداد السيارات الكهربائية التي جرى التخليص عليها لدى دائرة الجمارك الأردنية (حكومية)، خلال العامين الماضيين، نحو 10 آلاف سيارة، وتلقى رواجا نسبيا لدى الباحثين عن التوفير، في ظل ارتفاع كبير وملحوظ بأسعار المشتقات النفطية.

Bu web sitesinde çerezler kullanılmaktadır.

İnternet sitemizin düzgün çalışması, kişiselleştirilmiş reklam deneyimi, internet sitemizi optimize edebilmemiz, ziyaret tercihlerinizi hatırlayabilmemiz için veri politikasındaki amaçlarla sınırlı ve mevzuata uygun şekilde çerez konumlandırmaktayız.

"Tamam" ı tıklayarak, çerezlerin yerleştirilmesine izin vermektesiniz.