متاحف قطر تمزج بين الجمال الفني والمعماري

ديلي صباح
الدوحة
نشر في 19.05.2022 13:08
متحف الفن الإسلامي بالدوحة متحف الفن الإسلامي بالدوحة

أصبحت قطر بمتاحفها وفنونها مصدر إلهام لجيل كامل من الفنانين، ومركزاً رائداً للفنون والثقافة في المنطقة، ويسلط هذا المقال الضوء على متحفين في الدولة الخليجية الصغيرة يعتبران من عجائب العمارة الممزوجة بالفن والتاريخ.

وتمدّ التصاميم المعمارية المذهلة قطر بالعظمة والروعة الساحرة، وتفتن الزائر بكيفية دمج الموضوعات الفنية والمعمارية الجديدة مع الموضوعات القديمة بشكل مثالي في معظم مباني الدولة بشكل عام ومتاحفها على وجه الخصوص.

ويقدم متحف الفن الإسلامي المهيب في العاصمة الدوحة والذي يُعد من بين الأفضل في العالم، إطلالة فريدة بجدرانه الخارجية الرائعة، داعياً الناس لاستكشاف أجوائه الحميمة والغنية، وعند الدخول للمتحف تنفجر المشاعر المتنوعة وتصطدم بشغف بالأمل والإعجاب بينما يعكس المظهر العام المحيط إرث الفن الإسلامي حيث يضم المتحف اللوحات والمنحوتات والمنسوجات والخط والأعمال المعدنية والسيراميك والمجوهرات والأشغال الخشبية والمنسوجات والأدوات العلمية المثيرة للإعجاب من جميع أنحاء العالم الإسلامي.

كما تضم الطوابق الخمسة للمتحف مجموعة من الفن الإسلامي يعود تاريخها للحقبة بين القرن السابع والقرن التاسع عشر.

وقد تم تصميم كل معرض خصيصاً للتعريف بشكل عميق بالثقافة الإسلامية وعرضها للزوار والسياح من مختلف الأعراق والديانات.

متحف مستوحى من المسجد

يقف متحف الفن الإسلامي الذي أصبح سمة مميزة لمنظر الدوحة الطبيعي، بمفرده عند نهاية طريق الكورنيش المستصلحة، وقد صممه المهندس المعماري الصيني الشهير "ليو بينغ باي" الحائز على جائزة بريتزكر والمعروف بإنشاء هرم من الزجاج والفولاذ لمتحف اللوفر في باريس، ويبدو المتحف متأثراً بشدة بالعمارة الإسلامية القديمة وخاصة مسجد ابن طولون في القاهرة.

واختار المصمم "باي" بناء أعجوبته على جزيرة قائمة بذاتها على الكورنيش مقتنعاً بالخروج من التقاعد والقيام بالمشروع، بعد أن رفض كافة المواقع المعروضة عليه لبنائه. ويمزج متحف الفن الإسلامي بين عناصر العمارة الإسلامية التقليدية والمعاصرة حيث يقدم تصميمه الداخلي مثل يفعل التصميم الخارجي، لمحة عن الفن الإسلامي بالعديد من الأنماط الهندسية التي تخلق عند المُشاهد إحساساً كما لو أنها تتكرر بلا حدود، ما يشير إلى عظمة ذات الله اللامتناهية.

منحوتة فريدة في حديقة المتحف

يوفر متحف الفن الإسلامي أيضاً حديقة جميلة مجاورة، وهي المكان المثالي للزوار للتنزه والمشاركة في الأنشطة أو مجرد التأمل في أفق الدوحة من أفضل نقطة في المدينة. ويعد هذا المكان من أفضل الحقول الخضراء في الدوحة ويقدم لزواره أيضاً منحوتة كبيرة تظهر الرقم "7" للفنان الأمريكي ريتشارد سيرا، وهو عمل فني يبلغ طوله 24 متراً ويتألف من 7 ألواح فولاذية.

كما تعد هذه المنحوتة أطول عمل فني تم إنشاؤه بواسطة سيرا وهي أيضاً أطول عمل فني تركيبي عام في قطر. وبحسب الموقع الرسمي للمتحف، فإن العمل الفني "يعكس الأهمية الروحية والعلمية للرقم 7 في الثقافة الإسلامية".

ويعلق الفنان سيرا على منحوتته بالقول:"لقد صنعت الأبراج على مدى 30 عاماً وقمت ببناء العديد منها. لكنني لم أصنع برجاً كهذا أبداً".ويرجع تصور الرقم 7 على أنه معجزة في الإسلام لأسباب عديدة، منها على سبيل المثال، أن الرقم 7 هو أول رقم مذكور في القرآن وهو الرقم الأكثر تكراراً بعد الرقم واحد فضلاً عن أن عدد السماوات 7 وعدد أبواب النار 7 كما ورد في القرآن الكريم.

إلى جانب ذلك، يطوف المسلمون عكس اتجاه عقارب الساعة 7 مرات حول الكعبة لأداء فريضة الحج، ويلاحظ أن عمل سيرا الذي يخلد أهمية الرقم 7 في حديقة متحف الفن الإسلامي مستوحى من مئذنة في أفغانستان.

متحف وردة الصحراء

وهو تحفة أخرى مبدعة في الدوحة ويطلق عليه متحف قطر الوطني، وهو يكشف عن التراث الغني للدولة وثقافتها. ويوفر المتحف الذي تم إنشاؤه على مساحة نابضة بالحياة، صورة حية عن ماضي قطر وحاضرها ومستقبلها. وقد صممه المهندس المعماري جان نوفيل حيث تم إنشاء المبنى الجميل بشكل مذهل لاستحضار شكل وردة الصحراء التي يمكن العثور عليها في كافة أرجاء قطر.

فما الذي ينتظر الزوار داخل هذا المتحف الضخم البارع؟

يستمتع زوار متحف قطر الوطني في الواقع بنتائج الجهود الدقيقة المبذولة وراء الكواليس من قبل متخصصين محليين ودوليين للحفاظ على الأشياء والتحف المهمة التي تجسد التراث الفريد لدولة قطر وترميمها والعناية بها باستمرار. ويضم المتحف مجموعة رائعة من القطع الأثرية والتراثية والمخطوطات والوثائق والصور الفوتوغرافية والمجوهرات والأزياء التي توضح ماضي قطر وحاضرها ومستقبلها. وتساعد الأشياء المعروضة في سرد القصة الشاملة للأمة في 3 فصول متميزة هي البدايات والحياة في قطر وبناء الأمة.

ويمكن للزوار بمجرد الدخول، تجربة العديد من العروض التفاعلية التي تشرح تاريخ قطر من عصور ما قبل التاريخ إلى العصر الحديث. ويتم عرض العديد من الأفلام في جميع أنحاء المتحف لإضافة منظور لتاريخ قطر وشعبها. كما يضم المتحف الذي تبلغ مساحته 560 ألف قدم مربع 11 معرضاً تروي تاريخ البلاد. ويمتد التسلسل الزمني على طول تسعة أعشار ميل ليسلط الضوء على التكوين الجيولوجي للمنطقة والموائل الطبيعية والثقافة البدوية والمستوطنات الساحلية المبكرة وتجارة اللؤلؤ. كما أنه يروي قصة توحيد قطر في ظل أسرة آل ثاني واكتشافات القرن العشرين للنفط والغاز الطبيعي التي دفعت باقتصادها الحديث وأحد أعلى معدلات دخل الفرد في العالم.