قال رئيس الوزراء "الثاني" في ليبيا فتحي باشاغا إنه سيعلن مدينة سرت مقرا لحكومته، بعد أن أجبرته اشتباكات على التخلي عن محاولته لإقامتها في طرابلس الغرب.
وأعلن فتحي باشاغا أنه اختار سرت الواقعة على ساحل البحر المتوسط وتقع في منتصف المسافة بين شرق ليبيا وغربها، لتكون رابطا بين الطرفين.
عين برلمان شرق ليبيا باشاغا، وزير الداخلية السابق، رئيسا للوزراء في فبراير/ شباط. لكن منافسه رئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة الموجود في طرابلس غرب ليبيا رفض التنحي، وأصر على أنه لن يسلم السلطة إلا إلى حكومة منتخبة.
عين الدبيبة العام الماضي تحت رعاية الأمم المتحدة ليقود البلاد حتى إجراء انتخابات في ديسمبر/ كانون أول، لكنها لم تجر على الإطلاق.
حاول باشاغا الثلاثاء إقامة حكومته في طرابلس، في خطوة أسفرت عن اشتباكات مع مسلحين متحالفين مع الدبيبة، بعد ساعات فقط من دخول باشاغا ومجلس وزرائه المدينة. وقتل شخص على الأقل كما أصيب 5 آخرين في الاشتباكات، وفقا للسلطات.
يتبادل رئيسا الوزراء الاتهامات بإثارة العنف الذي زاد من مخاوف عودة البلاد إلى الحرب الأهلية بعد أكثر من عام على الهدوء الحذر.
وقال باشاغا للصحفيين من سرت مساء الثلاثاء إن ليبيا لن توقفها مدينة أو منطقة، كما وصف طرابلس "بالمدينة المخطوفة" من قبل الدبيبة. وأضاف أنه سيعود إلى طرابلس بمجرد التأكد من عدم وجود سفك للدماء.
سرت هي بوابة حقول النفط الكبرى في ليبيا ومنصات تصديرها. المدينة المحورية والاستراتيجية تحت سيطرة قوات عسكرية بإمرة خليفة حفتر، وهو حليف لباشاغا.
على الأرجح ستعمق خطوة باشاغا نحو سرت من الانقسام السياسي في الدولة المنقسمة بالفعل، وستزيد من تصعيد الأزمة.
كانت فكرة إقامة حكومة ليبية في سرت قد ظهرت لأول مرة في محادثات عام 2020 التي أنهت آخر جولة قتال شهدتها ليبيا. ومؤخرا، دعا عقيلة صالح، حليف باشاغا ورئيس البرلمان النافذ باشاغا للعمل من سرت بدلا من محاولة إقامة حكومته في طرابلس.