شارل دو فوكو.. قديس عاش في قلب الصحراء الجزائرية

جبال الهقار حيث عاش الراهب الفرنسي في الجزائر

سيعلن البابا فرنسيس غداً الأحد الراهب الكاثوليكي شارل دو فوكو قديساً، وهو الذي عاش وترهبن في الصحراء الجزائرية.

وينتظر حضور عشرات الآلاف من جميع أنحاء العالم إلى ساحة القديس بطرس لمتابعة مراسم التطويب بما في ذلك وفود من إفريقيا وأفراد عائلات ورهبانيات.

بدأت إجراءات تطويب شارل دو فوكو الذي قتل في 1916 في تمنراست بجنوب الصحراء الجزائرية، في ثلاثينات القرن الماضي و"طوبه" البابا بنديكتوس السادس عشر في 2005.

والتطويب وهو مرحلة تسمح بإعلان القداسة في الكنيسة الكاثوليكية ويتطلب توفر ثلاثة شروط: أن يكون المعني ميتا منذ خمس سنوات على الأقل وأن يكون عاش حياة مسيحية مثالية وصنع معجزتين على الأقل.

بعد حالة شفاء من مرض السرطان في 1984، نسب الفاتيكان معجزة ثانية إلى شارل دو فوكو هي قصة استثنائية لنجار شاب من سومور في وسط فرنسا نجا من حادث سقوط من ارتفاع 15 مترًا على مقعد على الرغم من شق في بطنه.

- "رائد"

ولد شارل أوجين دو فوكو في 1858 في ستراسبورغ وعاش حياة لهو عندما كان ضابطا قبل أن يكرس نفسه لحياة الإيمان والتبشير أولا بين الرهبان السسترسيين في سوريا ثم في فلسطين، ثم كناسك بين الطوارق في صحراء الجزائر في بداية القرن العشرين.

في 1882 ترك الجيش عندما كان ضابطا في سلاح الفرسان ليقوم برحلة استطلاعية إلى المغرب. وقد شكلت بداية فترة طويلة من الاستكشافات على المسارات المغاربية التي سيذكرها في كتاب "استطلاع المغرب" (1888) الذي كتبه بالتعاون مع المستكشف الفرنسي هنري دوفييه.

ويقول في كتابه إن الإسلام يثير لديه "تغييرا عميقا". وقد احترم المسلمين وربطته بهم صداقة عميقة.

أعاد شارل دو فوكو الذي فقد إيمانه أثناء دراسته، اكتشافها في 1886 عندما كان في الثامنة والعشرين بعد لقاء مع كاهن كنيسة القديس أوغسطينس في باريس. ومنذ ذلك الحين كان لديه هدف واحد فقط: الاقتداء بحياة المسيح.

وقال برنار اردورا الذي قدم طلب تطويبه قديسا إن دو فوكو "اختار الذهاب إلى الطوارق لأن المجتمع يعتبرهم مهمّشين: أراد أن يكون بين من يبدون أنهم الأفقر ومن هم مهملون ومحتقرون، وأن يتحرك كرائد لهم".

وأضاف أنه "كان يكن احترامًا عميقًا لهم وأراد أن يكون هو والذين يسيرون على خطاه إخوة عالميين".

ألف المبشر الذي تعلم اللغات اللغة العربية والبربرية والعبرية كتبا عدة عن الطوارق. وصار مرجعا في معرفة هؤلاء الرحل لا سيما عبر كتابه "قاموس لغة الطوارق والفرنسية لهجة الهقار" الذي ما زال مرجعا موثوقًا حتى اليوم.

وذكّر رئيس أساقفة الجزائر المونسنيور جان بول فيسكو الذي سيحضر الحفل "بالنسبة لكنيسة الجزائر، إنه مهم جدا لأنه جعل حياته تتوهج هنا". وأضاف "إنه اعتراف بمسار الحياة والإيمان"، مشددا على أهمية الأخوة في "شخصيته المدهشة والمعقدة".

- شِعر الطوارق

تعود اتصالاته الأولى مع طوارق الهقار (جنوب الجزائر) إلى 1904. بعد ذلك بعام ، استقر في تمنراست في قلب الصحراء الجزائرية بين الطوارق الذين تعلم لغتهم. كما ترجم أكثر من ستة آلاف بيت من شعر الطوارق.

واهتم دو وفكو بالصيدلة والزراعة والأرصاد الجوية إضافة إلى حياة الصلاة والتأمل وألف كتاب "كتابات روحية".

قال شارل دو فوكو: "عندما تراني عليك أن تقول لنفسك بما أن هذا الرجل صالح فدينه صالح بالتأكيد".

Bu web sitesinde çerezler kullanılmaktadır.

İnternet sitemizin düzgün çalışması, kişiselleştirilmiş reklam deneyimi, internet sitemizi optimize edebilmemiz, ziyaret tercihlerinizi hatırlayabilmemiz için veri politikasındaki amaçlarla sınırlı ve mevzuata uygun şekilde çerez konumlandırmaktayız.

"Tamam" ı tıklayarak, çerezlerin yerleştirilmesine izin vermektesiniz.