دعا رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، السبت، إلى الاستفادة من أخطاء الماضي لتجنيب البلاد المآسي، مؤكدا أهمية استثمار الفرصة المتاحة لبناء الدولة.
جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال حفل تأبين أقامه حزب "الدعوة" بزعامة نوري المالكي، والذي تزامن مع الذكرى التاسعة عشرة لإسقاط النظام العراقي السابق بقيادة الرئيس الراحل صدام حسين، على يد قوات دولية قادتها الولايات المتحدة عام 2003.
وقال الكاظمي: "أدعو الجميع إلى التعلم من أخطاء الماضي، حتى لا نكرر أخطاء وقعنا فيها، ولا نعيد إنتاج مآسٍ ذقنا لوعتها".
وأضاف: "اليوم بين أيدينا فرصة وأمل، وعلينا استثمار هذه الفرصة لأجل مستقبل أبنائنا".
واعتبر أن "بناء الدولة وخدمة المواطن والعمل على بناء مؤسسات الدولة هو المطلب الأهم"، داعيا القوى السياسية الوطنية إلى "استكمال كل الاستحقاقات الدستورية، والعمل بروح فريق العمل الواحد، وبالروح التضامنية".
وتابع: "شعبنا ينتظر تأسيس حكومة عراقية إصلاحية طال انتظارها، وأرى أن لدينا جميعا مهمة وطنية نشترك بها، وهي الانتقال من لغة الاستعصاء والانسداد إلى لغة الاتفاق والثقة والتعاون".
ويعاني العراق أزمة سياسية جراء الخلافات العميقة بين الكتل الممثلة في البرلمان بشأن انتخاب رئيس جديد للبلاد، وتشكيل الحكومة المقبلة رغم مرور نحو ستة أشهر على الانتخابات التي أجريت في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وشدد رئيس الوزراء على ضرورة "الالتفات، في هذا الظرف الصعب في العالم (إشارة للأزمة الأوكرانية)، إلى الأزمات الدولية الحالية التي تؤثر على كل دول العالم، والعراق ليس بعيدا عن هذه الأزمات".
ودعا الكاظمي القوى السياسية في البرلمان إلى "تمرير مشروع قانون الدعم الطارئ للأمن الغذائي".
ووصف هذا المقترح "بالمهم جداً، دون تفريغه من محتواه من أجل خدمة المواطنين"، بهدف مواجهة تداعيات الأزمة الأوكرانية التي تسببت بارتفاع الأسعار في الأسواق المحلية.
وعلى غرار معظم دول العالم، أحدثت الأوضاع في أوكرانيا (منذ 24 فبراير/ شباط الماضي) هزة في الأسواق المحلية العراقية، بارتفاع ملحوظ لأسعار السلع الغذائية الأساسية، ما دفع الحكومة إلى إقرار حزمة إجراءات لتخفيف وطأة الأزمة.