خبراء: نظام الأسد من أكبر الخاسرين من الحرب الروسية الأوكرانية
- ديلي صباح ووكالات, إسطنبول
- Mar 17, 2022
قال خبراء إن نظام الأسد سيكون من أكبر الخاسرين والمتضررين من الحرب التي شنتها روسيا على أوكرانيا لأنها ستؤدي إلى إضعاف قوة موسكو في سوريا لانشغالها في أوكرانيا.
أويتون أورهان الباحث بالمركز التركي للأبحاث الاستراتيجية في شؤون الشرق الأوسط (أورسام) قال إن الحرب الأوكرانية الروسية عمقت المشكلة وزادت التوتر بين الغرب وروسيا وأجهضت مساعي التوصل إلى اتفاق بين موسكو وواشنطن بخصوص حل الأزمة السورية.
وأضاف أن واشنطن أعلنت عزمها مواصلة التعاون مع تنظيم ي ب ك/ بي كا كا الإرهابي في سوريا ومواصلة وجودها في شرقي الفرات، مشيراً إلى أن واشنطن ستواصل جهودها لتشكيل توازن ضد روسيا ونظام الأسد وإيران في هذه المنطقة.
وأوضح أورهان أن روسيا نقلت جزءا كبير من قوتها إلى أوكرانيا وحولت اهتمامها من سوريا إلى أوكرانيا مشيراً لوجود معلومات تفيد بنقل روسيا بعض جنودها من سوريا ولذلك فإن احتلالها لأوكرانيا سيقلل من اهتمامها بسوريا، إلا أنه استبعد أن تكون موسكو تخلت تماماً عن أهدافها في سوريا وتركت الميدان لإيران.
وأضاف أن إسرائيل الحليف الأقرب لواشنطن اتخذت موقفاً محايدا وحاولت لعب دور الوسيط بين موسكو وكييف وأن هذا الموقف يتيح لها مواصلة عملياتها الجوية في سوريا ضد الأهداف الإيرانية ونظام الأسد دون اعتراض أو تدخل من روسيا.
بدوره قال جان أجون الباحث في السياسة الخارجية بمركز الدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية (سيتا) إن روسيا نقلت جزءً كبيرًا من إمكاناتها العسكرية من سوريا إلى أوكرانيا وسحبت الكثير من المعدات العسكرية والطيارين وطياريها والقوات الخاصة ومرتزقة فاغنر، مشيراً إلى أنه في حال نقل عناصر تابعة لنظام الأسد والميليشيات الشيعية من سوريا إلى أوكرانيا فإن التوازنات العسكرية في سوريا ستتغير بشكل كبير.
وأوضح أجون أن وقف عبور السفن الحربية الروسية من المضائق التركية سيحد من قدرة روسيا على القيام بالإمدادات العسكرية لقواتها في سوريا مما سيضعف قوتها، مشيراً إلى أن الحرب الروسية على أوكرانيا ستغير موازين القوى في سوريا.
وأشار إلى أن معاداة روسيا للغرب والولايات المتحدة، وتعرضها لعقوبات عسكرية وسياسية واقتصادية بسبب الحرب في أوكرانيا سيضعف قوتها في سوريا، علاوة على أن موقف واشنطن تجاه روسيا ونظام الأسد سيصبح أكثر قسوة.
وأضاف أجون أن إرسال روسيا عناصر من النظام السوري للحرب في أوكرانيا قد يؤدي إلى قيام الولايات المتحدة بعملية عسكرية ضد نظام الأسد، وأن هذا الوضع سيقوي من موقف تركيا للضغط من أجل التوصل إلى حل سياسي وإعداد دستور جديد في سوريا وإشراك المعارضة الشرعية في حكومة انتقالية.
وأشار إلى أنه في حال استمرار الحرب في أوكرانيا لفترة طويلة وإصرار نظام الأسد على رفض الحل السياسي للأزمة السورية فإنه يمكن التفكير في خيارات واحتمالات جديدة منها الخيار العسكري.
ولفت إلى أن محاولات نظام الأسد لاستعادة شرعيته أمام المجتمع الدولي بمساعدة روسيا أصبحت وهماً لن يمكن تحقيقه ولذلك فهو من أكبر الخاسرين.