حثت لجنة التحقيق الدولية حول سوريا المجتمع الدولي على بذل كل جهودهم للحؤول دون أن تتحول أوكرانيا إلى ما يشبه سوريا الدولة التي "دُمرت" بعد 11 عاما من الحرب، وحيث "تشتعل الحرب من جديد".
فقد تدخلت القوات الروسية في الحرب في سوريا لصالح نظام الأسد الديكتاتوري منذ عام 2015، وقالت لجنة التحقيق الدولية حول سوريا إنها تأمل ألا يتكرر تجاهل الضحايا المدنيين في التدخل الروسي في أوكرانيا.
وبدلا من أن تهدأ فإن الحرب في سوريا تشتعل من جديد بحسب مراقبين وحذروا من أن المنخرطين فيها قد يستغلون تحول انتباه العالم إلى أوكرانيا.
وتحدث رئيس اللجنة باولو بينهيرو عن ملايين النازحين في سوريا وأكثر من 500 ألف شخص مفقودين أو مخفيين قسرا، وعن معدل فقر غير مسبوق يبلغ 90 بالمئة، وانتهاكات لحقوق الإنسان وجرائم ضد الإنسانية يرتكبها النظام السوري بدعم روسي إيراني.
وقال للصحافيين "لا يسعنا سوى أن نأمل في أن يكون قادة العالم يبذلون الآن كل ما بوسعهم لتجنيب أوكرانيا مصيرا مماثلا".
وأضاف أن قوات النظام السوري والروسي "العاملة جنبا إلى جانب تواصل قصفها العشوائي لمناطق مكتظة في شمال غرب (البلاد) "كما تعرض مدنيون لهجمات بأسلحة متطورة دقيقة التوجيه ولضربات جوية، من بينها ضربات شوهدت خلالها طائرات روسية ثابتة الجناحين تحلق فوق مناطق مستهدفة".
وقال بينهيرو إن روسيا وسوريا تصران على إيصال المساعدات الإنسانية من دمشق وليس عبر الحدود لكن "هجماتهما في شمال الغرب تحدث على الطريق الذي ستنقل عبره مثل تلك المساعدات الإنسانية".
أضاف "نرى منذ 2015 ممارسات مشابهة من جانب الاتحاد الروسي في النزاع الذي نراه في بلد آخر اليوم".
- تصاعد وتيرة الحرب:
حصلت لجنة التحقيق الدولية المستقلة حول سوريا على تفويض من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، للتحقيق في كافة انتهاكات القانون الدولي منذ آذار/مارس 2011 في البلاد وتوثيقها.
وقال هاني مجالي، أحد أعضاء اللجنة الثلاثة، إن القوات الروسية المتمركزة في سوريا دعماً للنظام وبقائه في السلطة بينما تتواجد في أوكرانيا "لإسقاطها".
وفارق آخر بحسب مجالي هو أن الروس يستخدمون المزيد من القوة الجوية في سوريا وليس الأعداد الكبيرة من القوات البرية التي تُشاهد في أوكرانيا.
ومشيرا إلى هجمات عشوائية على المدنيين وهجمات دقيقة على منشآت طبية قال إن "تجاهل الضحايا المدنيين هو أحد أكبر مخاوفنا في سوريا وآمل ألا يتكرر في أوكرانيا".
يغطي تقرير اللجنة الجديد النصف الثاني من عام 2021.
وقال مجالي إن وتيرة القتال المنتظم ازدادت في الأشهر الستة إلى التسعة الماضية، مع تكثيف القصف والهجمات الجوية من نظام بشار الأسد وحلفائه الروس.
وقال مجالي "ما يقلقنا هو أنها ليست حربا على وشك الانتهاء بل تتصاعد مجددا".
وتابع "سوريا بلد مدمر ولا يتحمل المزيد من هذا، ونراه اليوم يغرق في أزمة أينما نظرنا".
أضاف "إذا كانت الأعين محدقة في مكان آخر، فهناك جهات على الأرض تستغل الوضع".
ستقدم اللجنة تقريرها لمجلس حقوق الإنسان في 18 آذار/مارس