تصاعد وتيرة الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين في العشرين يوم الأخيرة
- ديلي صباح, إسطنبول
- Mar 10, 2022
شهدت الأيام الأخيرة ارتفاع وتيرة الانتهاكات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين، لاسيما وأنظار العالم مركزة على التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا، إلا أن الصحفيين المحليين كانوا بالمرصاد لقوات الاحتلال، وسجلوا كافة الانتهاكات سواء بالضفة الغربية أو قطاع غزة.
الاعتداء على طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني
وأعانت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن طواقمها الطبية تتعرض بشكل دائم لانتهاكات إسرائيلية خلال القيام بمهامها، موثقة عددها خلال عام 2021 بـ 103، تنوعت ما بين إعاقة سيارات الإسعاف ومنعها من الوصول إلى وجهتها، والاعتداء على أفراد الطواقم الطبية بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط.
ورغم أن القانون الدولي يحظر استهداف المهام الطبية من أفراد ومركبات ومنشآت، والتي تؤدي مهاماً إنسانية، حظراً باتاً، ويؤكد وجوب حمايتها وعدم التعرض لها بأي شكل من الأشكال، أو التدخل في عملها، إلا أن القوات الإسرائيلية لم تلتزم بذلك.
وطالبت الجمعية كافة الدول الأطراف في اتفاقيات جنيف أن تكفل قيام إسرائيل، بوصفها الدولة القائمة بالاحتلال، باحترام كافة الأحكام ذات الصلة الواردة في هذه الاتفاقيات، واحترام المهام الطبية للجمعية في الأرض الفلسطينية المحتلة وحمايتها.
اقتلاع أشجار الزيتون
ومع بداية هذا الشهر، قام عدد من المستوطنين باقتلاع 45 شتلة زيتون من أراضي بلدة فلسطينية، شمالي الضفة الغربية المحتلة، ولم تتدخل الشرطة الإسرائيلية رغم وجودها.
وأصدرت محافظة سلفيت بيان صحفي قالت فيه إن الأرض تعود ملكيتها للفلسطيني زياد جميل عبد الرازق، وإن المستوطنين قاموا باقتلاع وتخريب حوالي 45 شتلة زيتون عمرها سنتان بمنطقة النصبة شمال شرقي البلدة المواجهة لمستوطنة، تفوح، المقامة على أراضي المواطنين.
وأوضح البيان أن وتيرة الاعتداءات زادت من قبل المستوطنين بحق الفلسطينيين وممتلكاتهم بمناطق الضفة الغربية.
ويقول فلسطينيون إن السلطات الإسرائيلية تتساهل مع المستوطنين المعتدين، ضمن مساعٍ رسمية لتكثيف الاستيطان في الأراضي المحتلة.
اعتقالات بحق الفلسطينيين
وخلال الأشهر القليلة الماضية، شهدت معظم المحافظات الفلسطينية حملات اعتقال واسعة بحق فلسطينيين طالت مئات الأشخاص، دون توجيه تهم مباشرة لهم.
وقال شهود عيان إن عمليات الاعتقال عادة ما تكون في ساعات الفجر، لافتين إلى اندلاع مواجهات بشكل متكرر بين المواطنين وقوات الاحتلال التي تستخدم الرصاص المعدني وقنابل الغاز المسيل للدموع أثناء دخولها الأحياء الفلسطينية.
وحتى نهاية يناير/كانون ثاني الماضي، بلغ عدد الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية قرابة 4500، وفق مؤسسات معنية بشؤون الأسرى.
اعتداءات عند باب العامود
من المعتاد أن تنظم فِرَق الكشافة، عرضا سنويا، بمناسبة الإسراء والمعراج، في مدينة القدس، وتجوب خلاله شوارع الزهراء وصلاح الدين والسلطان سليمان، مرورا بباب العامود والبلدة القديمة، وصولا إلى المسجد الأقصى.
وأثناء انتظار آلاف الفلسطينيين لاستقبال فرق الكشافة، اعتدت قوات الشرطة الإسرائيلية على المواطنين، ما أسفر عن إصابة 23 شخصاً، نُقل عدد منهم إلى المستشفى لتلقي العلاج، وفقاً للهلال الأحمر الفلسطيني.
كما تم اعتقال عشرات الشبان، ووجهت لهم الشرطة الإسرائيلية تهم التحريض وإلقاء الحجارة والزجاجات، على قوات الشرطة العاملة في المكان.
هدم عشرات المنازل
وخلال العشرين يوم الماضية فقط هدمت قوات الاحتلال منزلين يعودان للأسرى محمد جرادات، والشقيقين عمر وغيث جرادات في قرية السيلة الحارثية، عبر نسفهما بالمتفجرات.
وسبق عملية الهدم مواجهات، اندلعت بين قوات الاحتلال الإسرائيلي والسكان، إثر اقتحام القرية، أسفرت عن إصابة 8 فلسطينيين بجراح والعشرات بحالات اختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع.
ومن بين المصابين الثمانية واحد بالرصاص الحي باليد، وآخر تعرض للدهس من دورية للاحتلال، بحسب الشهود.
وفي 20 ديسمبر/كانون أول الماضي، أخطرت إسرائيل 4 عائلات فلسطينية في القرية بهدم منازلها، بزعم تورط 5 من أفرادها في مقتل مستوطن إسرائيلي.
والإخطارات بالهدم شملت منازل المعتقلين الشقيقين عمر وغيث أحمد جرادات، ومحمد يوسف جرادات، وإبراهيم طحاينة، بالإضافة إلى منزل محمود جرادات.
إغلاق القرى الفلسطينية
وقال رئيس مجلس محلي قرية اللِّبن الشرقية، جنوبي نابلس، يعقوب عويس، إن مستوطنين ترافقهم قوة عسكرية أغلقوا مدخل القرية لعدة أيام متتالية، واعتدوا على المارة وعرقلوا تحرك الطلاب إلى مدارسهم، كما عرقلوا وصول السكان إلى أعمالهم.
ووفق عويس يعيش الطلبة منذ بداية العام الدراسي على وقع اعتداءات عنيفة ومستمرة ينفذها الجيش الإسرائيلي ومستوطنون مسلحون على مدرستي اللُّبن الشرقية الثانوية للبنات، والسّاوية/اللُّبن.
الاعتداء على ذوي الاحتياجات الخاصة
تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي فيديو للمواطن الفلسطيني محمد العجلوني وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة، أثناء اعتداء قوات الشرطة الإسرائيلية عليه بحي الشيخ جراح في القدس المحتلة.
وأظهر الفيديو حالة الرعب التي عاشها الشاب أثناء محاولة اعتقاله، ما أثار غضب رواد مواقع التواصل الاجتماعي، والتنديد بالانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين.
كذلك كشفت شقيقتان كفيفتان عن الصدمة النفسية الحادة إثر اعتداء كلاب القوات الإسرائيلية عليهما بمنزلهما، أثناء البحث عن شخص مطلوب.
وقالت الشقيقتان مها ودعاء النمر أنه فجر الثلاثاء 22 فبراير/ شباط المنصرم اقتحم الجيش الإسرائيلي منزلهن بحثاً عن مطلوب فلسطيني، وبعد ساعة من الاقتحام والتحقيق الميداني تبين أنه المنزل الخطأ، فانسحب الجيش وترك خلفه آثار صدمة نفسية كبيرة في حياتهن.
التوغل داخل قطاع غزة
وأفادت مصادر صحفية أن الأيام القليلة الماضية شهدت توغل لأكثر من مرة لآليات عسكرية إسرائيلية داخل قطاع غزة المحاصر، تحديداً شرق مدينة دير البلح.
وباشرت الآليات المتوغلة التي قدرت بست جرافات ودبابتين وجرار، في أعمال تجريف في الأراضي، وسط حراسة مشددة من آليات عسكرية إسرائيلية.
وتشهد حدود قطاع غزة الشرقية والشمالية، بين حين لآخر، عمليات توغل محدودة، من قوات الجيش الإسرائيلي، وتنفذ عادة أعمال تجريف، وتمشيط، قبل أن تعود إلى قواعدها.