الكيل بمكيالين: لاجئون عرب يحكون معاناتهم وسط احتضان أوروبا للأوكرانيين

تجهيز خيم لاستقبال اللاجئين الأوكران في ملدوفيا (AP)

رحب زعماء الدول المجاورة لأوكرانيا من بولندا والمجر وبلغاريا ومولدوفا ورومانيا بمئات الآلاف من اللاجئين الأوكرانيين الذين نزحوا من بلادهم بسبب الاجتياح الروسي الأخير. وقد سلط هذا الضوء على المعايير المزدوجة الشديدة في معاملة المهاجرين واللاجئين من الشرق الأوسط وأفريقيا، وخاصة السوريين منهم.

فقد أمضى اللاجئ السوري أحمد الحريري الذي فر من الحرب في بلاده إلى لبنان المجاور قبل 10 سنوات، العقد الماضي يأمل عبثاً في الهروب إلى حياة جديدة في أوروبا.

لكن مشاهدة الدول الأوروبية وهي تفتح ذراعيها لمئات الآلاف من الأوكرانيين في أقل من أسبوع، جعل الأب لثلاثة أطفال يقارن بين مصيره ومصائرهم.

وقال لرويترز في مركز للاجئين يأوي 25 عائلة على أطراف مدينة صيدا على البحر المتوسط: "نتساءل لماذا يرحبون بالأوكرانيين في جميع البلدان ونحن اللاجئون السوريون ما زلنا في الخيام ونبقى تحت الجليد ونواجه الموت ولا أحد يتطلع إلينا؟"

وفي العالم العربي، حيث نزح 12 مليون سوري بسبب الحرب، يقارن منتقدون كثر مثل الحريري ونشطاء ورسامي كاريكاتير، رد الفعل الغربي على أزمة اللاجئين التي أثارها الغزو الروسي لأوكرانيا، بما فعلته أوروبا لكبح السوريين وغيرهم، ممن لجؤوا إليها منذ اندلاع أحداث الربيع العربي وحتى عام 2015.

وتذكر البعض صور لاجئين يمشون لأيام في طقس قاس، أو يفقدون أرواحهم في معابر بحرية محفوفة بالمخاطر أثناء محاولتهم اختراق حدود أوروبا.

وقال الاتحاد الأوروبي يوم الاثنين بعد 4 أيام من شن روسيا هجومها، إن ما لا يقل عن 400 ألف لاجئ دخلوا الكتلة من أوكرانيا التي لها حدود برية مع 4 دول من الاتحاد الأوروبي.

ومن المتوقع وجود ملايين آخرين، ويقوم الاتحاد الأوروبي بإعداد تدابير عاجلة لمساعدتهم مثل تقديم تصاريح إقامة مؤقتة بالإضافة إلى الوصول إلى العمل والرعاية الاجتماعية، بعد أن فتح سريعاً أبوابه بطريقة تتعارض مع استجابته للحروب في سوريا وأماكن أخرى.

وبحلول أوائل عام 2021، بعد 10 سنوات من اندلاع الصراع في سوريا، استقبلت دول الاتحاد الأوروبي 1 مليون لاجئ وطالب لجوء سوري، واستقبلت ألمانيا وحدها أكثر من نصفهم. ووصل معظمهم قبل اتفاق عام 2016 الذي دفع فيه الاتحاد الأوروبي مليارات اليوروهات لتركيا لمواصلة استضافة 3.7 مليون سوري.

لكن الكتلة الأوروبية قامت بالترحيب الفوري باللاجئين الأوكرانيين.

ووصف رئيس الوزراء البلغاري الأوكرانيين بأنهم أذكياء ومتعلمون وذوو مؤهلات عالية، قائلاً: "هؤلاء أوروبيون قصف مطارهم للتو، وهم تحت النيران". وقالت بلغاريا إنها ستساعد كل من يأتي من أوكرانيا، حيث يعيش حوالي 250 ألف من أصل بلغاري.

وفي العام الماضي، التمس 3800 سوري الحماية في بلغاريا وحصل 1850 شخص فقط منهم على وضع اللاجئ أو الوضع الإنساني.

ورحبت الحكومة البولندية، التي تعرضت لانتقادات دولية شديدة العام الماضي لصدها موجة من المهاجرين الذين عبروا الحدود من بيلاروسيا، ومعظمهم من الشرق الأوسط وأفريقيا، بالفارين من حرب أوكرانيا.

وفي المجر، التي أقامت حاجزاً على طول حدودها الجنوبية لمنع تكرار تدفق الأشخاص من الشرق الأوسط وآسيا عام 2015، أدى وصول اللاجئين من أوكرانيا المجاورة إلى تدفق كبير من الدعم وعروض النقل والإقامة قصيرة الأجل والملابس والطعام.

وتحدث بعض القادة الأوروبيين بلغة مزعجة ومؤلمة للمهاجرين العرب.

وتقول كل من المجر وبولندا على سبيل المثال، إن اللاجئين من الشرق الأوسط الذين يصلون إلى حدودهم قد عبروا بالفعل بلداناً آمنة أخرى عليها واجب توفير المأوى.

وقال رئيس الوزراء البلغاري كيريل بيتكوف للصحفيين في وقت سابق من هذا الأسبوع عن الأوكرانيين "هؤلاء ليسوا اللاجئين الذين اعتدنا عليهم... هؤلاء الناس أوروبيون". "هؤلاء الأشخاص أذكياء، إنهم أناس متعلمون... هذه ليست موجة اللاجئين التي اعتدنا عليها، أناس لم نكن متأكدين من هويتهم، أناس لديهم ماض غير واضح قد أن يكونوا حتى إرهابيين..."

وأضاف: "بعبارة أخرى، لا توجد دولة أوروبية واحدة الآن تخشى الموجة الحالية من اللاجئين".

وكان التغيير في لهجة بعض أكثر القادة المناهضين للهجرة تطرفاً في أوروبا مذهلاً حيث تبدلت أقوالهم من "لن نسمح لأي شخص بالدخول" إلى "إننا نسمح للجميع بالدخول".

وقد أدلى رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان بتلك التعليقات بعد 3 أشهر فقط. ففي تعليقه الأول الذي أدلى به في ديسمبر/كانون الأول، كان يخاطب المهاجرين واللاجئين من الشرق الأوسط وأفريقيا. وفي تعليقه الثاني في فبراير/شباط، خاطب أشخاصاً من أوكرانيا.

كما دافع وزير خارجية المجر بيتر زيجارتو، عن الكيل بمكيالين. وقال في اجتماع للأمم المتحدة في جنيف "أرفض إجراء مقارنات بين الفارين من الحرب وأولئك الذين يحاولون دخول البلاد بشكل غير قانوني".

وأوكرانيا موطن لمجتمع عرقي مجري كبير، ما دفع بعض الصحفيين الغربيين إلى الإشارة إلى أن الكارثة الإنسانية في أوكرانيا تختلف عن الأزمات في سوريا أو العراق أو أفغانستان، لأن الأوروبيين يمكن أن يكونوا أقرب إلى الضحايا. وأثارت تعليقاتهم موجة من الإدانات على وسائل التواصل الاجتماعي، متهمة الغرب بالتحيز. وتم تداول مقاطع من التقارير على نطاق واسع وتعرضت لانتقادات شديدة في جميع أنحاء المنطقة.

Bu web sitesinde çerezler kullanılmaktadır.

İnternet sitemizin düzgün çalışması, kişiselleştirilmiş reklam deneyimi, internet sitemizi optimize edebilmemiz, ziyaret tercihlerinizi hatırlayabilmemiz için veri politikasındaki amaçlarla sınırlı ve mevzuata uygun şekilde çerez konumlandırmaktayız.

"Tamam" ı tıklayarak, çerezlerin yerleştirilmesine izin vermektesiniz.