سوريا.. مدرب الكونغ فو ذو القدم الواحدة يدرب مئات الأطفال

وكالة الأناضول للأنباء
إدلب
نشر في 23.11.2021 12:15
آخر تحديث في 23.11.2021 12:24
المدرب فاضل عثمان مع أحد طلابه وكالة الأناضول المدرب فاضل عثمان مع أحد طلابه (وكالة الأناضول)

"فاضل عثمان" شاب سوري حرمته قذائف النظام السوري من ممارسة رياضة "الكونغ فو" التي أتقنها وأصبح مدرباً فيها، فبدأ يعوض ذلك الحرمان بتدريب الأطفال الأيتام عليها، حتى بات مصدر إلهام لهم.

عثمان البالغ من العمر 24 عاماً، كان يمارس تلك الرياضة منذ أن كان عمره 12 سنة، وتتدرج فيها واحترفها، إلا أنه في عام 2015 فقد إحدى ساقيه في قصف للنظام على ريف حلب الغربي (شمال سوريا)، نُقل على إثرها إلى تركيا للعلاج ومكث في مشافيها 3 سنوات.

وخلال تلك الفترة، شارك عثمان في عدة بطولات لذوي الاحتياجات الخاصة، ليقرر بعد ذلك العودة إلى بلدته، ويفتتح مركزاً لتدريب الأطفال اليتامى على رياضة الكونغ فو.

ويومياً، يجتمع الأطفال في صالة التدريب، لتلقي الدروس في حركات هذه الرياضة، ورغم فقدان إحدى ساقيه إلا أن عثمان لا يشعر بالتعب ويعطي الدروس دون كلل أو ملل، كونه يعشق هذه الرياضة ويشعر بالسعادة عند تعليمها للآخرين.

ويقول المدرب الملهم إن الإعاقة التي تسبب بها القصف لم تعق أحلامه في مجال التدريب، حيث تمكن بإمكاناته الخاصة من افتتاح مركزاً لتدريب نحو 100 طفل تتراوح أعمارهم بين 8 و15 عاماً.

ويوضح مدى أهمية هذه الرياضة للأطفال، فهمي تمكنهم من حماية أنفسهم، مشيراً إلى أن هدفه هو تنشئة أشخاص أصحاء وأذكياء.

وقال: "حلمي الوحيد هو تكبير هذا المشروع ليستوعب أكبر عدد ممكن من الأطفال".

واعتبر الطفل "أحمد قنواتي" الذي يبلغ 12 عاماً، أن المركز هو متنفسه الوحيد من ظروف الحرب المحيطة به، خاصة وأن بيته قريب من خطوط الجبهة بين النظام والمعارضة، ويتعرض بشكل متواصل للقصف من قبل قوات الأسد.

بينما عبر "عمر رسلان" صاحب الـ 13 عاماً عن طموحه في ممارسة رياضة الكونغ فو، إلى أن يصبح إنسانا قويا وصبورا وصاحب أخلاق، معرباً عن رغبته في أن يمثل أطفال سوريا في المنافسات العالمية.

أما محمد ثائر الذي فقد والده في قصف للنظام، أكد أن هذه الرياضة منحته القوة والثقة بالنفس، كما علمته التواضع، لافتاً إلى أنه مثل بقية أصدقائه يرغب في تمثيل بلاده بالمسابقات الدولية.