أعلنت روسيا أنها زودت لبنان بصور بالأقمار الاصطناعية لمرفأ بيروت قبل الانفجار العام الماضي وبعده، لتسليط مزيد من الضوء على ما حدث.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بعد استقباله في موسكو نظيره اللبناني عبد الله بو حبيب "قدمنا اليوم وثائق أعدتها (وكالة الفضاء الروسية) روسكوزموس وهي صور أقمار اصطناعية. نأمل في أن تساعد في التحقيق الجاري حول أسباب هذا الحادث".
والتقطت هذه الصور لمرفأ بيروت قبل الانفجار في 4 آب/أغسطس 2020 وصور أخرى بعد وقت قصير من الانفجار. وهذه المرة الأولى التي تتلقى فيها السلطات اللبنانية وثائق استُحصل عليها من الأقمار الاصطناعية عن هذه الكارثة.
وقال لافروف "الباحثون في روسكوزموس يقولون إن الخبراء يجب أن يكونوا قادرين على فهم طبيعة الدمار وماهية الانفجار وما يمكن أن يكون مرتبطا" بهذه المأساة.
وأدى الانفجار في مرفأ بيروت في 4 آب/أغسطس 2020 والذي عزته السلطات الى تخزين كميات كبيرة من نيترات الأمونيوم من دون إجراءات وقاية، الى مقتل 214 شخصا على الأقل وإصابة أكثر من 6500 آخرين بجروح، عدا عن دمار واسع في العاصمة. وتبيّن لاحقا أن مسؤولين على مستويات عدة سياسية وأمنية وقضائية كانوا على دراية بمخاطر تخزين هذه المادة ولم يحركوا ساكنا.
وتندد منظمات حقوقية وذوو الضحايا بالتدخلات السياسية وبتخلّف مسؤولين عن حضور جلسات استجوابهم، مبدين خشيتهم من أن يكّرّس هذا السلوك مبدأ "الإفلات من العقاب" السائد في لبنان.
خلال الأشهر الماضية، اصطدمت محاولات المحقق العدلي طارق بيطار وسلفه فادي صوان لاستجواب مسؤولين سياسيين وأمنيين، بتدخلات سياسية ودعاوى قضائية علقت التحقيق مرتين، ورفض المدعى عليهم المثول أمامه.
وكان قاضي التحقيق طلب تعاون العديد من الدول وطالب خصوصا الولايات المتحدة وفرنسا الحصول على صور بالأقمار الاصطناعية للمرفأ في 4 آب/أغسطس 2020، لكن دون جدوى.