توالت إدانات عربية ودولية واسعة، الأحد، لمحاولة "اغتيال" رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في مقر إقامته بالعاصمة بغداد.
وفجر الأحد، أعلن الجيش العراقي، في بيان، نجاة الكاظمي من محاولة "اغتيال" عبر هجوم على مقر إقامته بالمنطقة الخضراء في بغداد بـ3 طائرات مسيرة مفخخة، تم إسقاط 2 منها.
وقال الكاظمي، في كلمة متلفزة عقب نجاته من محاولة الاغتيال، إن المسيرات والصواريخ "الجبانة" لا تبني أوطانا.
** تركيا
في تركيا، أدانت وزارة الخارجية بأشد العبارات "الهجوم الإرهابي" الذي استهداف الكاظمي، مضيفة في بيان: "نأمل أن يتم التعرف على مرتكبي هذا الهجوم الجبان، الذي يهدف بوضوح إلى الإضرار بسيادة العراق واستقراره، في أسرع وقت ممكن وتقديمهم إلى العدالة".
وأكد البيان أن تركيا ستواصل الوقوف إلى جانب الشعب العراقي ودولته وحربها ضد الإرهاب بغض النظر عن مصدره.
** دوليا
وفي واشنطن، أدانت وزارة الخارجية الأمريكية بشدة، في بيان، محاولة الاغتيال، كما عرضت المساعدة في التحقيقات بالهجوم، قائلة: "نحن على اتصال وثيق بقوات الأمن العراقية المكلفة بالحفاظ على سيادة العراق واستقلاله وقد عرضنا مساعدتنا في التحقيق في هذا الهجوم".
وفي باريس، أدان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون محاولة "اغتيال" الكاظمي، في اتصال هاتفي مع الأخير، وفق بيان أصدره المكتب الإعلامي للكاظمي.
وفي طهران، قال أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني، عبر تويتر: "محاولة الاغتيال هي فتنة جديدة يجب التحري عنها في مراكز الفكر الأجنبية، والتي لم تجلب منذ سنوات، من خلال خلق ودعم الجماعات الإرهابية واحتلال البلاد، سوى انعدام الأمن والخلافات وعدم الاستقرار للشعب العراقي المظلوم".
كما أدانت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق، (يونامي) "بأشد العبارات" محاولة اغتيال الكاظمي، مضيفة في بيان: "يجب ألَّا يسمح للإرهاب والعنف والأعمال غير الشرعية بتقويض استقرار العراق وعرقلة عمليته الديمقراطية".
فيما أدانت منظمة التعاون الإسلامي بشدة (تضم 57 دولة، مقرها جدة) في بيان "محاولة الاغتيال الدنيئة"، وقال أمينها العام يوسف العثيمين، إن "هذا الهجوم عمل إرهابي يستهدف وحدة العراق وأمنه واستقراره"، داعيا كافة الفاعلين السياسيين العراقيين إلى التهدئة واعتماد الحوار لتجاوز الصعاب.
** عربيا
في القاهرة، قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، عبر فيسبوك: "تابعت بقلق بالغ أنباء محاولة الاغتيال الآثمة، وأدعو كافة الأطراف والقوي السياسية بالعراق إلى التهدئة ونبذ العنف والتكاتف من أجل الحفاظ على استقرار الدولة".
وفي الدوحة، أعربت خارجية قطر في بيان عن إدانتها واستنكارها الشديدين، لمحاولة اغتيال الكاظمي، والتي تعد "عملا إرهابيا" يستهدف الدولة العراقية، داعية إلى ملاحقة الضالعين فيها وتقديمهم للعدالة.
وفي الكويت، قالت وزارة الخارجية في بيان: "المحاولة لم تستهدف الكاظمي فقط، وإنما ما تحقق للعراق وشعبه من وحدة وإنجازات على الصعد كافة"، داعية العراقيين إلى "تفويت الفرصة" على من أراد بوطنهم ووحدتهم السوء.
وفي الرياض، أدانت وزارة الخارجية السعودية بشدة، في بيان، "العمل الإرهابي الجبان"، وأكدت "وقوفها صفاً واحداً إلى جانب العراق الشقيق، حكومة وشعباً، في التصدي لجميع الإرهابيين الذين يحاولون عبثاً منع العراق الشقيق من استعادة عافيته ودوره".
وفي أبوظبي، الخارجية الإماراتية في بيان، حرص بلادها على "استتباب الأمن والاستقرار بالعراق، ووقوفها إلى جانب الشعب العراقي الشقيق في مواجهة الإرهاب"، معربة عن إدانتها لمحاولة الاغتيال.
وفي المنامة، وصفت البحرين، محاولة اغتيال الكاظمي بـ"العمل الإرهابي الآثم" الذي يستهدف زعزعة الأمن والاستقرار وإثارة الفتنة في العراق، مؤكدة في بيان "وقوفها مع العراق حكومة وشعبًا في حربه ضد الإرهاب".
من جانبه، أعرب أمين عام مجلس التعاون الخليجي نايف مبارك، عن الرفض القاطع لمثل هذه الاعتداءات الإجرامية، مشددا في بيان على "التضامن مع العراق والشعب العراقي للحفاظ على أمنه واستقراره ووحدة أراضيه (..) أمن العراق من أمن دول المجلس".
وفي بيروت، أدان الرئيس اللبناني ميشال عون، ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، محاولة اغتيال الكاظمي، وفق بيانين للرئاسة والحكومة اللبنانية.
واعتبر عون: "هذه المحاولة لا تستهدف فقط شخص الكاظمي، بل استقرار وأمن العراق، كما أجرى ميقاتي، اتصالا هاتفيا بالكاظمي للاطمئنان عليه، وهنأه بالسلامة بعد نجاته من محاولة الاغتيال التي تعرض لها.
كما أدان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، محاولة الاغتيال، معربا عن التضامن مع العراق وشعبها الشقيق، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا).
وفي عمان، أدان وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي بأشد العبارات، في تغريدة عبر حسابه بتويتر، محاولة اغتيال الكاظمي، واعتبرها "جريمة إرهابية نكراء وعدوانا جبانا ضد العراق واستقراره".
وأجرى عاهل الملك عبد الله الثاني اتصالا هاتفيا مع الكاظمي، أدان فيه الحادثة ، مجددا وقوف المملكة وتضامنها الكامل مع العراق في دعم أمنه واستقراره، وجهود الحكومة العراقية في مواصلة الحرب على الإرهاب، وفق بيان للديوان الملكي.
وفي اليمن، قالت وزارة الخارجية، في بيان، إن "هذا الاعتداء الإجرامي عمل غير مقبول، وتلك الأعمال الإرهابية لن تُثني العراق الشقيق عن استكمال مسيرة الإنجازات الوطنية".
وذكر المكتب الإعلامي للكاظمي، في بيان، أن الأخير تلقى اتصالات هاتفية من الرئيس المصري ورئيس الوزراء اللبناني، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.
وأضاف البيان أن "الاتصالات حملت كلمات الشجب والاستنكار والتضامن، والتأكيد على الوقوف إلى جانب العراق وشعبه وتعضيد أمنه واستقراره، فضلا عن التأكيد على دعم جهود الحكومة العراقية في مجال الإصلاح ومحاربة الإرهاب".
وحتى الساعة 10:00 ت.غ، لم تعلن أية جهة مسؤوليتها عن الهجوم.
ومنذ أيام يشهد العراق توترات سياسية، على وقع رفض فصائل شيعية مسلحة للنتائج الأولية للانتخابات، التي جرت في 10 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حيث يقولون إنها "مفبركة" ويطالبون بإعادة فرز الأصوات يدويا.
والجمعة، شهدت بغداد مواجهات بين قوات الأمن ومتظاهرين ضد النتائج الأولية للانتخابات البرلمانية المبكرة، أسفرت عن إصابة 125 شخصا بينهم 27 من أفراد الأمن، وفق وزارة الصحة العراقية، فيما أكد مصدر طبي مستقل مقتل متظاهر.