قام الجيش السوداني صباح اليوم الاثنين باعتقال مجموعة من كبار الشخصيات في الحكومة السودانية فيما يبدو أنه انقلاب عسكري، بينما دعت الجماعة الرئيسية المؤيدة للديمقراطية في البلاد الناس إلى النزول إلى الشوارع.
قال تجمع المهنيين السودانيين، وهو مجموعة تقود مطالب الانتقال إلى الديمقراطية، إن هناك انقطاعا في إشارات الإنترنت والهاتف في جميع أنحاء البلاد.
في حال استيلاء الجيش على السلطة، فإن ذلك سيمثل انتكاسة كبيرة للسودان الذي عانى صعوبة في الانتقال إلى الديمقراطية منذ الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير، بعد انتفاضة حاشدة.
تأتي اعتقالات الاثنين، بعد أسابيع من التوترات المتصاعدة بين القادة المدنيين والعسكريين في السودان.
أدت محاولة انقلاب فاشلة في سبتمبر / أيلول إلى تقسيم البلاد على أسس قديمة، حيث وضعت المحافظين الذين يريدون حكومة عسكرية في مواجهة أولئك الذين أطاحوا بالبشير قبل أكثر من عامين في احتجاجات حاشدة. في الأيام الأخيرة، خرج كلا المعسكرين إلى الشوارع في مظاهرات.
وتأكد اعتقال الشخصيات الحكومية الخمسة من قبل اثنين من المسؤولين، تحدثا بشرط عدم الكشف عن هويتهما لأنهما غير مخولين بالتحدث إلى وسائل الإعلام.
قال المسؤولون إن من بين أعضاء الحكومة المحتجزين وزير الصناعة إبراهيم الشيخ، ووزير الإعلام حمزة بلول، ومحمد الفكي سليمان، عضو الهيئة الانتقالية الحاكمة في البلاد، المعروفة باسم مجلس السيادة السوداني، وفيصل محمد صالح، المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء عبد الله حمدوك.
لم يتضح على الفور مكان وجود حمدوك، وسط تقارير إعلامية عن تمركز قوات الأمن خارج منزله في الخرطوم.
وأظهرت الصور التي تم تداولها على الإنترنت رجالا يرتدون زيا عسكريا يقفون في الظلام بالقرب من منزله.
كما اعتقل أيمن خالد، حاكم الولاية التي تضم العاصمة الخرطوم ، بحسب الصفحة الرسمية لمكتبه على فيسبوك.
جاءت الاعتقالات في أعقاب اجتماعات عقدها المبعوث الأمريكي الخاص للقرن الإفريقي جيفري فيلتمان مع قادة عسكريين ومدنيين سودانيين يومي السبت والأحد، في محاولة لحل النزاع.
وسلط الموقع الإخباري الحكومي في السودان الضوء على الاجتماعات مع المسؤولين العسكريين.
في سياق متصل، قالت (نت بلوكس)، وهي جماعة تتعقب مشكلات واضطرابات الإنترنت، إنها شهدت "اضطرابا كبيرا" في كل من اتصالات الإنترنت عبر الهاتف الثابت والهاتف المحمول في جميع أنحاء السودان مع العديد من مقدمي الخدمات في وقت مبكر الاثنين.
وأضافت الجماعة "المقاييس تؤكد تقارير المستخدمين التي تظهر اضطرابات الشبكة متسقة مع إغلاق الإنترنت.. من المرجح أن يحد الاضطراب من التدفق الحر للمعلومات عبر الإنترنت والتغطية الإخبارية للأحداث على الأرض".