سمح بشار الأسد، رئيس النظام السوري، لعمه المنفي بالعودة إلى سوريا لإنقاذه من عقوبة السجن لمدة أربع سنوات في فرنسا.
وحكمت محكمة فرنسية على رفعت الأسد (83 عاما) العام الماضي باستخدام غير قانوني لأموال الدولة السورية لبناء إمبراطورية عقارية فرنسية. وحوكم غيابيا لأسباب طبية واستأنف محاميه القرار.
ولم يصدر تعليق فوري من فرنسا. يشار إلى أن صحيفة الوطن الموالية للنظام، هي الوحيدة التي ذكرت نبأ عودة رفعت الأسد الذي فر من سوريا عام 1984، بعد محاولة انقلاب فاشلة ضد شقيقه حافظ الأسد.
أفادت الوطن بأن بشار الأسد سامح عمه. ولم تقدم مزيدا من التفاصيل.
وكان رفعت الأسد يشغل منصب نائب الرئيس وقائدا مليشيا سرايا الدفاع في الجيش السوري، في ثمانينيات القرن 20.
وقد أطلق عليه لقب "جزار حماة"، لتورطه في سحق انتفاضة عام 1982 في محافظة حماة، غرب وسط سوريا، كما ارتبط بقتل مئات السجناء في 1980 وانتهاكات الجيش السوري في لبنان في السبعينيات وأوائل الثمانينيات.
وقالت الوطن إن رفعت الأسد عاد الخميس، مضيفة أنها علمت من مصادر لم تسمها أنه تم السماح له بالعودة لمنعه من قضاء عقوبة السجن، وبعد مصادرة ممتلكاته في أوروبا.
تقدمت منظمة الشفافية الدولية ومجموعة شيربا الفرنسية لمكافحة الفساد بشكوى عام 2013 تتهم فيها رفعت الأسد باستخدام شركات وهمية في ملاذات ضريبية لغسل الأموال العامة من سوريا إلى فرنسا. قدرت قيمة ممتلكاته الفرنسية، تشمل عشرات الشقق ومنزلين فاخرين في باريس، بـ 90 مليون يورو (99.5 مليون دولار). وتقول جماعة مراقبة إن المبلغ أكبر بكثير مما كان يمكن أن يكسبه كنائب رئيس سوري وقائد عسكري.
نفى رفعت الأسد الذي أدين بغسيل الأموال وتحويل الأموال العامة ارتكاب أي مخالفات. وقال إن الأموال التي سمحت له بشراء عقاراته الفرنسية جاءت من هدايا سخية من أبنائه الستة عشر وأفراد العائلة المالكة السعودية.
كما يخضع رفعت للتحقيق في سويسرا بتهمة ارتكاب جرائم حرب تتعلق بمذبحة حماة عام 1982.
سمح الرئيس الراحل حافظ الأسد لشقيقه الأصغر بالعودة لفترة وجيزة إلى سوريا في التسعينيات لحضور جنازة والدته. لكن سرعان ما أعلن عن رفعت الأسد كشخص غير مرغوب فيه وأجبر على المغادرة لأنه كان يعد خطرا على خطة الخلافة من الأب إلى الابن.
شكك رفعت الأسد في دستورية صعود بشار الأسد إلى السلطة عام 2000 وتنظيم المعارضة لحكومته من الخارج. لكن لا يعتقد أن له أي وزن سياسي بين المعارضة، التي كانت لديها شكوك عميقة في الضابط العسكري السابق الطموح.