أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية تحقيق تقدم في المباحثات بين طهران والرياض، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية "إرنا".
وقال المتحدث سعيد خطيب زاده، الخميس، إن الطرفين أجريا مباحثات "جيدة" بشأن العلاقات الثنائية المقطوعة بينهما منذ أكثر من خمسة أعوام.
وتابع: "التقدم بشأن أمن الخليج العربي كان جادا للغاية"، من دون أن يقدم تفاصيل إضافية.
وأجرى مسؤولون سعوديون وإيرانيون جولات من المباحثات خلال الأشهر الماضية في بغداد، كشف عنها للمرة الأولى في نيسان/أبريل الماضي، في ما يعد أبرز تواصل مباشر بينهما منذ قطع الرياض علاقاتها مع طهران في كانون الثاني/يناير 2016.
وإيران والسعودية أبرز قوتين إقليميتين في الخليج، وهما على طرفي نقيض في معظم الملفّات الإقليمية ومن أبرزها النزاع في اليمن، حيث تقود الرياض تحالفاً عسكرياً داعماً للحكومة المعترف بها دولياً، وتتّهم طهران بدعم المتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال البلاد أبرزها صنعاء.
كذلك، تبدي السعودية الحليفة للولايات المتحدة، العدو اللدود للجمهورية الإسلامية، قلقها من نفوذ إيران الإقليمي وتتّهمها بـ"التدخّل" في دول عربية مثل سوريا والعراق ولبنان، وتتوجّس من برنامجها النووي وقدراتها الصاروخية.
وكان العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز أبدى في خطابه أمام الجمعية العامة الأربعاء، أمله في أن تؤدي المباحثات مع إيران الى "نتائج ملموسة".
وقال الملك سلمان في الكلمة التي ألقاها عبر الاتصال المرئي إن "إيران دولة جارة، ونأمل أن تؤدي محادثاتنا الأولية معها إلى نتائج ملموسة لبناء الثقة، والتمهيد لتحقيق تطلعات شعوبنا في إقامة علاقات تعاون مبنية على الالتزام بمبادئ وقرارات الشرعية الدولية، واحترام السيادة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية".
ودعا طهران إلى "وقف جميع أشكال الدعم" للمجموعات المسلحة المقربة منها في المنطقة، وأهمية "جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من جميع أسلحة الدمار الشامل".
وجدد خطيب زاده موقف بلاده بأن شؤون المنطقة والعلاقات بين دولها، يجب أن تتم في إطار إقليمي دون تدخل دولي.
وقال: "إذا أولت حكومة المملكة العربية السعودية اهتماما جادا برسالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية بأن حل المشكلات في المنطقة يكمن داخل المنطقة نفسها (...) حينها يمكن أن تكون لدينا علاقة مستقرة وجيدة بين البلدين المهمين في المنطقة، وهما إيران والسعودية".
وأكد خطيب زاده أن "التواصل" بين البلدين الذي بدأ في عهد الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني، استمر بعد تولي خلفه إبراهيم رئيسي مهامه في آب/أغسطس الماضي، دون أن يحدد ما إذا كان الطرفان عقدا جولات مباحثات مباشرة منذ ذلك الحين.