أعلنت السلطات الجزائرية، الخميس، إصدار مذكرات توقيف دولية بحق "مدبرين" لجريمة حرق شاب بولاية تيزي وزو، وعلى رأسهم رئيس حركة "ماك" الانفصالية فرحات مهني.
جاء ذلك وفق النائب العام بمجلس قضاء الجزائر العاصمة سيد أحمد مراد، في مؤتمر صحفي تابعه مراسل الأناضول.
وقال مراد: "سيتم نشر أوامر دولية (صدرت مذكرات توقيف بحقهم) بالقبض على مدبرين للعملية متواجدين في حالة فرار بالخارج (لم يحدد عددهم) وعلى رأسهم مهني من خلال التعاون من منظمة الشرطة الدولية (الإنتربول)".
و"ماك" حركة جزائرية ذات توجه انفصالي تأسست عام 2002، يرأسها المغني (مطرب) مهني المتواجد بفرنسا رفقة معظم قادتها.
وتطالب الحركة باستقلال محافظات يقطنها أمازيغ شرقي الجزائر، وأعلنت في 2010 تشكيل حكومة مؤقتة لهذه المنطقة، وصنفتها الجزائر في مايو/ أيار الماضي "منظمة إرهابية".
ودعا مراد "الدول (لم يسمها) التي يتواجد بها المتورطون في الواقعة، إلى التعاون وتوقيف المعنيين وتسليمهم للسلطات الجزائرية".
ولفت إلى أن "24 من المتورطين في واقعة قتل الشاب جمال بن اسماعيل حرقا، ينتمون لحركة الماك الإرهابية الانفصالية".
وأشار إلى أن التحقيقات في الواقعة "كشفت تخطيطا ممنهجا من عناصر حركة ماك الانفصالية، من خلال ممارسة التأثير على الحشد".
وفي سياق متصل كشف النائب العام، أن القضاء أصدر أوامر بإيداع (توقيف مؤقت في السجن) بحق 83 متهما في القضية، وإخضاع 4 آخرين للرقابة القضائية.
وفي 11 أغسطس/ آب الجاري، تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقطعا مصورا يظهر أشخاصا بمنطقة "الأربعاء ناث إيراثن" بولاية تيزي وزو، وهم يحرقون شابا حيّا، بزعم أنهم أمسكوا به وهو بصدد إشعال النار في الغابة.
وهزت الواقعة الرأي العام الجزائري وأحدثت جدلا واسعا، وتبين لاحقا أن الشاب بريء من التهمة، وأنه توجه من مدينته مليانة بولاية عين الدفلى إلى تيزي وزو، لمساعدة المتضررين من حرائق الغابات.
ولاحقا بث التلفزيون الحكومي، ما قال إنها اعترافات لمتورطين في قتل الشاب "جمال" حرقا، أقرّوا فيها بانتمائهم لحركة "ماك" الانفصالية.
والأربعاء ، توجه وفد من منطقة "الأربعاء ناث إيراثن" إلى مسكن والد جمال في مدينة مليانة، وقدموا التعازي وتمكنوا من إتمام مبادرة للصلح وسلموه "دية" تبلغ 30 مليون دينار جزائري (227 ألف دولار).