دعت فرنسا والولايات المتحدة السياسيين اللبنانيين إلى تشكيل حكومة دون تأجيل لأجل تحقيق الاستقرار في لبنان بعد سلسلة من الأزمات، فيما دار الحديث عن عقد مؤتمر دولي لدعم هذا الجهد.
فقد كتب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين على تويتر الجمعة "على جميع الأطراف المعنية العمل بشكل عاجل لتشكيل حكومة قادرة على تنفيذ الإصلاحات على الفور".
جاءت هذه التصريحات في خضم لحظة من الغموض الشديد بعد تنحي رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري بسبب خلافات مع الرئيس حول شكل الحكومة. لم يرشح الحريري اسم أي شخص لتولي هذا المنصب. فيما تظاهر المئات من أنصاره في الشوارع وأغلقوا الطرق الرئيسية ورشقوا الحجارة.
وسجلت الليرة اللبنانية، صباح الجمعة، مستويات منخفضة جديدة وصلت إلى 23400 للدولار في السوق السوداء.
من المتوقع ان يدعو الرئيس ميشال عون الى التشاور مع رؤساء الكتل النيابية. وسيُطلب من الشخص الذي يحصل على أكبر قدر من الدعم العمل على تشكيل مجلس وزراء جديد.
في الولايات المتحدة، أعربت إدارة بايدن عن خيبة أملها من أن القادة السياسيين اللبنانيين أضاعوا الأشهر التسعة الماضية منذ تسمية الحريري لتشكيل الحكومة.
أما فرنسا، التي كانت ذات يوم الحاكم المستعمر للبنان، فحثت القادة السياسيين اللبنانيين على تشكيل حكومة بسرعة تتمثل مهمتها في تنفيذ الإصلاحات التي تشتد الحاجة إليها ومحاربة الفساد الذي وضع لبنان على حافة الإفلاس.
قالت وزارة الخارجية الفرنسية إن التطور الأخير يؤكد المأزق السياسي الذي "تعمد القادة اللبنانيون فيه تأخير البلاد لأشهر، حتى وهي تغرق في أزمة اقتصادية واجتماعية غير مسبوقة".
وقالت إن هناك الآن "ضرورة ملحة للخروج من هذا التعطيل المنظم وغير المقبول". وأضافت أن فرنسا، وبدعم من الأمم المتحدة، تدعو إلى عقد مؤتمر دولي في 4 أغسطس/ آب.
ويصادف هذا التاريخ الذكرى الأولى لانفجار هائل في ميناء بيروت أسفر عن مقتل أكثر من 200 شخص، وإصابة أكثر من 6000 وألحق أضرارا بأحياء بأكملها في العاصمة. ونتج الانفجار عن اشتعال مئات الأطنان من نترات الأمونيوم، وهو سماد شديد الانفجار تم تخزينه في الميناء لسنوات بعلم كبار المسؤولين الحكوميين.
وسبق لفرنسا أن نظمت مؤتمرا اقتصاديا للبنان في أبريل/ نيسان 2018 وعد باستثمارات وقروض بمليارات الدولارات مقابل إصلاحات. ولم يتم الإفراج عن هذه الأموال مع استمرار الطبقة السياسية، التي تتلقى اللوم بسبب عقود من الفساد وسوء الإدارة، في العمل كالمعتاد.