أعلن رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري، الخميس، اعتذاره عن تشكيل الحكومة.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده الحريري، عقب لقائه رئيس الجمهورية ميشال عون في قصر الرئاسة، شرق العاصمة بيروت.
وحتى الساعة (14:20 ت.غ) لم يصدر تعقيب رسمي عن الرئاسة على اعتذار الحريري لكنها قالت في بيان سابق الأربعاء، إن التشكيلة الحكومية التي قدمها الحريري تتضمن أسماء جديدة وتوزيعا جديدا للحقائب الوزارية دون مزيد من التفاصيل.
وقال الحريري: "موقف الرئيس عون لم يتغير والتعديلات التي طلبها جوهرية وتطال تسمية الوزراء المسيحيين".
وأضاف: "قال لي من الصعب أن نصل إلى توافق فاعتذرت عن تشكيل الحكومة والله يعين البلد".
وأردف الحريري: "تناقشنا في الأمور التي تتعلق بالثقة أو بتسمية الوزراء المسيحيين الآخرين وغير ذلك".
وتابع: "كانت هناك تعديلات يطلبها عون، اعتبرها أنا جوهرية في التشكيلة".
وأوضح الحريري أن الموقف "لم يتغير في هذا الموضوع، والواضح أننا لن نتمكن من الاتفاق مع فخامة الرئيس عون".
ولفت إلى أنه "طرح على عون أنه إذا كان يحتاج إلى مزيد من الوقت لكي يفكّر بالتشكيلة، فقال لي أننا لن نتمكن من التوافق".
والأربعاء، أعلن الحريري أنه قدم تشكيلة حكومية جديدة من 24 وزيرا اختصاصيا لرئيس البلاد منسجمة مع المبادرة الفرنسية ومبادرة رئيس البرلمان نبيه بري.
وخلال زيارته لبيروت بعد انفجار المرفأ، طرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مبادرة لتشكيل حكومة اختصاصيين (تكنوقراط) تُجري إصلاحات مصرفية واقتصادية، بينما قدم بري مطلع يونيو/ حزيران الماضي، مبادرة لحل الأزمة تقوم على تشكيلة اختصاصيين من 24 وزيرا دون ثلث معطل لأي كان.
وعلى مدار نحو 9 أشهر، حالت خلافات بين عون والحريري دون تشكيل حكومة، لتخلف حكومة تصريف الأعمال الراهنة برئاسة حسان دياب، التي استقالت في 10 أغسطس/ آب 2020، بعد 6 أيام من انفجار كارثي في مرفأ العاصمة بيروت.
وتركزت هذه الخلافات حول حق تسمية الوزراء المسيحيين، مع اتهام من الحريري ينفيه عون بالإصرار على الحصول لفريقه، ومن ضمنه جماعة "حزب الله"، على "الثلث المعطل"، وهو عدد وزراء يسمح بالتحكم في قرارات الحكومة.