تسلّم النظام السوري أول دفعة من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، وفق ما نقل إعلامه الرسمي الخميس، في وقت شهدت البلاد تسارعاً في وتيرة تفشي الوباء واختناق في المشافي.
وأفادت وكالة أنباء النظام "سانا" عن تسلّم "وزارة الصحة الدفعة الأولى من لقاحات كوفيد-19" مقدمة من برنامج كوفاكس، الذي يخصّص احتياطاً إنسانياً للأشخاص الذين لا تشملهم الخطط الوطنية، لا سيما الدول التي تشهد نزاعات أو انقسامات على غرار سوريا.
وتضمّ الدفعة الأولى، وفق ما أعلنت منظمة الصحة العالمية في بيان، 203 آلاف جرعة من لقاح أسترازينيكا، "تم شراؤها من معهد الأمصال الهندي عبر مرفق كوفاكس".
ووقعت دمشق مطلع العام اتفاقاً للانضمام لمبادرة "كوفاكس". وفي مرحلة أولى، تسعى منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة والتحالف العالمي للقاحات والتحصين "غافي" إلى توفير نحو مليون جرعة من لقاح أسترازينيكا لتغطية احتياجات ثلاثة بالمئة من سكان مناطق سيطرة النظام وفي الشمال الشرقي حيث يسيطر تنظيم ي ب ك/بي كا كا الإرهابي.
وستُخصّص الدفعة الأولى "للعاملين الصحيين في الخطوط الأمامية، بمن فيهم العاملين الصحيين في شمال شرق سوريا".
وجاء وصول الدفعة، غداة تسلّم مناطق المعارضة في محافظة إدلب ومحيطها (شمال غرب) 53,800 جرعة.
وشهدت مناطق سيطرة النظام تحديداً تسارعاً في وتيرة تفشي الوباء. وبلغت نسبة إشغال أسرّة العناية المركزة المخصصة لكورونا في مستشفيات دمشق مئة بالمئة منتصف الشهر الماضي، وفق السلطات.
منذ بدء الجائحة، سجّلت مناطق سيطرة النظام 21,584 إصابة بينها 1483 وفاة. إلا أن العدد الفعلي للإصابات قد يكون أعلى بكثير جراء محدودية اختبارات الكشف.
وقالت الدكتورة أكجمال مختوموفا، ممثلة منظمة الصحة في سوريا إن عملية إيصال اللقاحات "تقرّبنا من الوصول إلى التوزيع المنصف للقاحات وتبعث الأمل في الناس في سوريا وفي حياتهم التي أرهقها عقد من النزاع".
وشدّد ممثل منظمة اليونيسف بو فيكتور نيلوند، على أنّ حصول "كل عامل صحي على التحصين، سيكون بمثابة حماية له ستمكنه من تلبية الاحتياجات الصحية للأطفال والعائلات التي عانت من أثر هذا الوباء بأشكال عديدة".
وأوضح مدير مكتب تحالف غافي في سوريا طارق الشيمي أنّ إيصال اللقاحات جاء "نتيجة شراكة عالمية غير مسبوقة لضمان ألا يُجبر أي بلد على البقاء من دون لقاحات كوفيد-19".
وفي بيان مشترك، قالت المنظمات الثلاث الخميس إن وصول الشحنة "بارقة أمل" للسوريين، وستساعد "العاملين في مجال الصحة على مواصلة تقديم الخدمات المنقذة للحياة في ظل نظام صحي يعاني أصلاً من الإنهاك" جراء عشر سنوات من الحرب.
وتأمل المنظمات أن يصار بحلول نهاية عام 2021 الى تلقيح عشرين في المئة من سكان سوريا.
وأكدت منظمة الصحة العالمية واليونيسف والشركاء الصحيون في الميدان التزامها "بضمان التوزيع المنصف للقاحات على الفئات المستهدفة في سوريا ودعم حملة التحصين المقبلة".