أعلن رئيس الوزراء الليبي المكلف عبد الحميد دبيبة، اليوم الخميس، أنه أرسل تشكيلة حكومته إلى مجلس النواب ، تمهيدا لنيل ثقته، لتبدأ بعدها مرحلة انتقالية تقوم الحكومة الجديدة خلالها بالإعداد لإجراء انتخابات شاملة في كانون الأول/ ديسمبر القادم لانهاء الانقسام في البلاد وفقاً لمقررات مؤتمر الحوار الوطني الذي انعقد في جنيف خلال الأسابيع الماضية برعاية أممية.
وأمام دبيبة مهلة حتى 19 آذار/ مارس للحصول على ثقة البرلمان .
ولا تزال ليبيا التي احتفلت الأسبوع الماضي بالذكرى العاشرة للثورة التي أنهت نظام معمر القذافي في 2011 غارقة في الفوضى على خلفية الانقسامات السياسية وحركة تمرد عسكرية يقودها الانقلابي في الشرق خليفة حفتر.
وانتخب المهندس عبد الحميد محمد دبيبة في 5 شباط/ فبراير رئيساً للوزراء للمرحلة الانتقالية من جانب المشاركين في مؤتمر الحوار الليبي. واختار المؤتمر بجانب دبيبة مجلسًا رئاسيًا من ثلاثة أعضاء، وذلك بدعم علني من كل من حفتر وحكومة الوفاق الوطني الشرعية.
ومنذ ذلك الحين كثف لقاءاته وتنقلاته من أجل تشكيل فريق يحل محل حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج التي تشكلت في 2016 في طرابلس (غرب) والمعترف بها من قبل الأمم المتحدة.
وبذلك تطوى صفحة مرحلة انتقالية بدأت مع اتفاق الصخيرات في المغرب عام 2015 برعاية الأمم المتحدة، الذي أفضى إلى تشكيل حكومة الوفاق.
ومنذ فشل المليشيات الموالية لحفتر في الاستيلاء على طرابلس، جرت محاولات وساطة عديدة على رأسها جهود تركية - روسية لوقف إطلاق النار ما أسفر عن هدنة في نهاية المطاف دخلت حيز التنفيذ في تشرين الأول/ أكتوبر وما زالت مطبقة إلى حد كبير.
وعد دبيبة باختيار الوزراء "وفق معايير الكفاءة مع مراعاة التنوع والمشاركة الواسعة". وأضاف في تغريدة: "لن نخيب الآمال المعقودة علينا بإذن الله، فالشعب الليبي يستحق الأفضل دائما".
بحسب خريطة الطريق التي أعدتها الامم المتحدة فان "30% على الاقل من المناصب في رئاسة الحكومة والوزراء ونواب الوزراء" يجب أن توكل الى نساء لكن ايضا الى الشباب الذين كانوا مستبعدين لفترة طويلة عن دوائر السلطة.
وأعلن رئيس الوزراء على تويتر الخميس أنه تحادث مع وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الذي أعرب عن "دعمه لخريطة الطريق الجديدة وتشكيل الحكومة".
وبحث المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا ورئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا يان كوبيش في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء المكلف "التقدم المحرز في عملية تشكيل الحكومة والجهود المبذولة لعقد جلسة لمجلس النواب لمنح الثقة للتشكيلة الحكومية لرئيس الوزراء المكلف".
مشاورات التشكيل
التقى دبيبة في 19 شباط/ فبراير في طبرق (شرق) عقيلة صالح رئيس البرلمان المتحالف مع حفتر.
على غرار مؤسسات ليبية أخرى، شهدت هذه المؤسسة انقسامات ايضا. ففي 2019 خصوصا قاطع حوالى 50 نائبا من أصل 188 البرلمان احتجاجا على الدعم الذي قدمه صالح للهجوم الذي مليشيات حفتر على طرابلس.
وذكر دبيبة في الآونة الاخيرة أنه في حال عدم تأمين النصاب المطلوب للتصويت على الثقة بالبرلمان، فسيعود الأمر إلى الموفدين الليبيين الـ75 الى جنيف لمنح الثقة للحكومة.
ولا يحظى المكان الذي سيعقد فيه البرلمان جلسته للتصويت على الثقة بتوافق، فصالح وعدد من النواب يريدون أن تعقد في سرت في منتصف الطريق بين الشرق والغرب فيما يفضل أكثر من 140 نائبا صبراتة في الغرب.