خرجت مئات النساء الاربعاء في تظاهرة نسوية هي الأولى في تاريخ مدينة النجف المقدسة لدى الشيعة، للدفاع عن دورهن وتأكيد حقوقهن بالمشاركة في الاحتجاجات المناهضة للحكومة المطالبة بإصلاحات سياسية شاملة انطلقت منذ تشرين الأول/أكتوبر.
وسارت التظاهرة التي شاركت فيها أستاذات جامعيات وطالبات وربات بيوت ارتدى بعضهن عباءة سوداء فيما وضعت أخريات حجاباً ملوناً، على طريق يمتد حوالى كيلومتر، وصولا إلى ساحة الاحتجاج الرئيسية قرب مبنى مجلس محافظة النجف.
وتقدمت التظاهرة دورية للشرطة فيما انتشر شباب على جانبي الطريق وقاموا بتوزيع مياه للشرب على المتظاهرات.
وحملت المتظاهرات لافتات كتب على إحداها "ولدت عراقية لأصبح ثائرة" و"لا صوت يعلو فوق صوت النساء" كما تعالت هتافات بينها "لا أمريكا ولا إيران بغداد هي العنوان".
وتأتي التظاهرة بعد دعوة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر لعدم الاختلاط بين الجنسين في أماكن الاعتصام.
وقالت الأستاذة الجامعية ندى قاسم التي ارتدت عباءة سوداء "نحن أحرار لم نخرج بفتوى ولن نتراجع بقرار"، في إشارة لتلك الدعوة.
وأضافت المرأة الخمسينية وهي تحمل علم العراق "جئت لأسترد الوطن الضائع الذي خربته الأحزاب والمحاصصة المقيتة ولأسترد الحقوق المسروقة وأطالب بدولة مدنية تحترم الإنسان".
بدورها، قالت متظاهرة عمرها 22 عاما اكتفت بذكر اسمها الأول صبا، "في البداية خرجنا لإسقاط النظام، هذه التظاهرة نسوية لأنهم مسوا شرفنا".
وتابعت هذه الشابة التي أعربت عن فخرها للمشاركة في التظاهرة، "نريد ان نثبت باننا خرجنا من أجل الوطن وليست لنا غاية أخرى".
وخرجت مئات العراقيات منتصف شباط/فبراير الحالي، في تظاهرة وسط بغداد دفاعا عن دور المرأة في حركة الاحتجاج المناهضة للحكومة، بعد تلك الدعوة.
وأحدثت مشاركة النساء إلى جانب الرجال في الاحتجاجات في بغداد وجنوب البلاد، الذي تحكمه تقاليد عشائرية، صدمة بين العراقيين الذين لم يكن من الممكن أن يتصوّروا ذلك قبل احتجاجات تشرين الأول/اكتوبر.
ويطالب المحتجون بالإضافة الى محاربة الفساد بتغيير الطبقة السياسية التي تسيطر على مقدرات البلاد منذ 17 عاما، وملاحقة المتورطين بهجمات ضد المتظاهرين.
ومنذ بداية التظاهرات المناهضة للحكومة في الأول من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، قتل نحو 550 شخصا غالبيتهم العظمى من المتظاهرين الشبان، بينما أصيب حوالى ثلاثة آلاف بجروح.