واصل العراقيون احتجاجاتهم الأربعاء، فقطعوا طرقاً وشوارعاً وجسورا حيوية، في 9 من أصل 18 محافظة عراقية، للضغط على النخبة السياسية الحاكمة للإسراع بتكليف مرشح مستقل لتشكيل حكومة.
ويأتي التصعيد استجابة لناشطين في محافظة ذي قار (جنوب)؛ حيث أمهلوا الحكومة أسبوعا (انتهى الاثنين) لتنفيذ مطالبهم.
ومنذ الاثنين، ترك المتظاهرون ساحات الاحتجاج والاعتصام، وتوجهوا لإغلاق الطرق الرئيسية بين المحافظات والمدن، والشوارع الرئيسية والجسور؛ ما أدى إلى شل حركة المرور بأجزاء واسعة وسط وجنوبي البلاد.
ويشمل إغلاق الطرق، في الوقت الحالي، 9 محافظات هي بغداد وبابل وكربلاء والنجف وميسان والمثنى والديوانية وذي قار والبصرة، وعمد المحتجون إلى حرق الإطارات لقطع الطرق والتخفي بدخانها.
ويطالب المحتجون، منذ ديسمبر/كانون الأول 2019، بتكليف شخصية مستقلة نزيهة لتشكيل حكومة من مختصين غير حزبيين تمهيدا لانتخابات مبكرة، ومحاسبة قتلة المحتجين، ورحيل ومحاسبة كل النخب السياسية الحاكمة منذ 2003، المتهمة بـ"الفساد وهدر الأموال العامة".
ويعيش العراق فراغا دستوريا منذ انتهاء المهلة أمام الرئيس برهم صالح، لتكليف مرشح بتشكيل الحكومة في 16 ديسمبر 2019، خلفاً لرئيس الوزراء عادل عبد المهدي الذي قدم استقالته مطلع الشهر ذاته.
وأشار أحد الناشطين، الى استمرار إغلاق الدوائر الحكومية والإضراب في مدنية الديوانية (مركز المحافظة) .
في السياق نفسه، قتلت ناشطة مدنية بهجوم مسلح وسط مدينة البصرة النفطية في جنوب العراق، حسب ما قال مصدر أمني الأربعاء، مع تواصل الاحتجاجات المطالبة بتنفيذ إصلاحات سياسية طال انتظارها.
وقال ضابط في شرطة البصرة "قتلت الناشطة المدنية جنات ماذي (49 عاماً)، بهجوم شنه مسلحون مجهولون يستقلون سيارة رباعية الدفع"، مشيراً إلى إصابة خمسة أشخاص آخرين أيضاً، بينهم ناشطة بجروح بالغة.
ووقع الهجوم قبيل منتصف ليل الثلاثاء الأربعاء، وأكد مصدر طبي في دائرة الطب العدلي في البصرة "تلقي جثة الناشطة التي فارقت الحياة إثر إصابتها بالرصاص".
وتعرض هؤلاء، وهم متظاهرون وناشطون يقدمون خدمات طبية وإسعافات أولية للمتظاهرين، للهجوم في طريق عودتهم من ساحة الاحتجاجات.
ويأتي الحادث بعد مقتل أربعة متظاهرين خلال اليومين الماضيين في بغداد، وفقا لمصادر أمنية وطبية.
وأسفرت أعمال العنف التي شهدتها التظاهرات في أنحاء البلاد عن مقتل نحو 460 شخصاً غالبيتهم من المحتجين، وإصابة أكثر من 25 ألفاً بجروح.