رئيس الحكومة العراقية يعلن استقالته لـ"تفكيك الأزمة"

قال رئيس الحكومة العراقية، عادل عبد المهدي، السبت، إنه قدم استقالته إلى مجلس النواب (البرلمان)، لـ"تفكيك الأزمة"، في إشارة إلى احتجاجات شعبية مستمرة منذ مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وسقط، منذ بدء الاحتجاجات، ما لا يقل عن 465 قتيلاً وأكثر من 15 ألف جريح، غالبيتهم العظمى من المحتجين، خلال مواجهات ضد قوات الأمن ومسلحي فصائل شيعية مقربة من إيران، حسب لجنة حقوق الإنسان البرلمانية، ومفوضية حقوق الإنسان (رسمية)، ومصادر طبية وحقوقية.

وتلا عبد المهدي، حسب كلمة مسجلة ألقاها خلال جلسة طارئة للحكومة السبت، نص طلب الاستقالة المقدم للبرلمان قائلًا: "استجابة لخطبة المرجعية الدينية العليا (علي السيستاني)، وبالنظر إلى الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، ولتوفير شروط أفضل لتهدئة الأوضاع، ولفتح المجال أمام مجلس النواب الموقر لدراسة خيارات جديدة، أرجو من مجلسكم الموقر (قبول) استقالتي من رئاسة مجلس الوزراء، والتي تعني من ثم استقالة الحكومة بمجملها"، حسب التلفزيون الرسمي.‎

ودعا السيستاني، المرجع الشيعي الأعلى في العراق، الجمعة، مجلس النواب إلى السعي لسحب الثقة من الحكومة، عقب مقتل 70 محتجًا وإصابة مئات آخرين في محافظتي النجف وذي قار (جنوب)، فضلًا عن إحراق مبنى القنصلية الإيرانية في النجف قبل ذلك بيوم واحد.

وأضاف عبد المهدي أن "الحكومة ستستمر في ممارسة مهامها لحين قبول مجلس النواب الاستقالة"، و "في حال قبول الاستقالة فستكون الحكومة الحالية حكومة تصريف أعمال".

ودعا المجلس إلى "إيجاد البديل المناسب بأسرع وقت؛ لأن البلاد بظروفها الراهنة لا تتحمل حكومة تصريف أمور يومية".

كما دعا إلى "منح الثقة لرئيس وزراء جديد وحكومة جديدة، ليتسلموا المسؤوليات وفق السياقات الدستورية والقانونية المعمول بها".

وبشأن الجدل الدائر حول إن كان يجب أن يقدم استقالته إلى رئيس الجمهورية أم البرلمان، قال عبد المهدي إنه "قدم استقالته للبرلمان بعد استشارة رئيس المحكمة الاتحادية".

والمحكمة الاتحادية هي أعلى سلطة قضائية ومتخصصة في النظر في المنازعات بين الوحدات الإدارية وتفسير نصوص القوانين الخلافية.

وشدد عبد المهدي، الذي يتولى السلطة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2018، على أن "قرار استقالة الحكومة مهم لتفكيك الأزمة".

ووصل عبد المهدي إلى سدة الحكم كمرشح متوافق عليه بين أكبر كتلتين شيعيتين في البرلمان، وهما "سائرون" (54 مقعدًا من أصل 329)، و"الفتح" (47).

وقالت إن حكومته تشكلت في ظل ظروف صعبة؛ بسبب تراكم المشاكل من الحكومات السابقة.

وطالب المحتجون في البداية بتأمين فرص عمل، وتحسين الخدمات العامة، ومحاربة الفساد، فتبنت الحكومة إصلاحات في قطاعات عديدة، لكن المحتجين يصرون على رحيل الحكومة وكل النخبة السياسية، التي يتهمونها بالفساد.

وأضاف أنه رغم ذلك "نجحت الحكومة، خلال السنة الماضية، في تحسين علاقة العراق مع كل الأطراف الدولية والإقليمية".

Bu web sitesinde çerezler kullanılmaktadır.

İnternet sitemizin düzgün çalışması, kişiselleştirilmiş reklam deneyimi, internet sitemizi optimize edebilmemiz, ziyaret tercihlerinizi hatırlayabilmemiz için veri politikasındaki amaçlarla sınırlı ve mevzuata uygun şekilde çerez konumlandırmaktayız.

"Tamam" ı tıklayarak, çerezlerin yerleştirilmesine izin vermektesiniz.