شهدت مدينتا طرابلس وبيروت مساء الثلاثاء، مواجهات على خلفية الاحتجاجات الشعبية المتواصلة منذ 17 أكتوبر/ تشرين أول الماضي.
ففي العاصمة بيروت، سادت حالة من التوتر شارع "أسعد الأسعد"، الفاصل بين منطقة عين الرمانة ومنطقة الشياح، بعد تراشق متبادل بالحجارة بين مناصرين لحزب "القوات اللبنانية" (من نقطة عين الرمانة) من جهة ومناصرين لحزب الله وحركة أمل (من نقطة الشياح) من جهة أخرى.
وانتشر الجيش بكثافة وفرض طوقًا أمنيًا، ثم عاد هدوء حذر إلى المنطقة.
وفي طرابلس، وقعت مواجهات بين الجيش ومعتصمين إثر محاولتهم اقتحام مكتب "التيار الوطني الحر" في المدينة، التابع لجبران باسيل، وزير الخارجية، صهر رئيس الجمهورية ميشال عون.
وأفادت مراسلة الأناضول بأن المعتصمين حاولوا اختراق طوق أمني تفرضه قوات من الجيش حول مقر المكتب، فاندلعت مواجهات بين الطرفين، واعتقل الجيش ثلاثة معتصمين.
وحاول بقية المعتصمين سحب الموقوفين من الجيش، ورشقوا عناصره بالحجارة ما دفعهم إلى إطلاق النار في الهواء لتفريق المعتصمين.
وللمحتجين مطالب عديدة، في مقدمتها حاليًا، تشكيل حكومة تكنوقراط قادرة على معالجة الوضعين السياسي والاقتصادي، في بلد يعاني أسوأ أزمة اقتصادية منذ الحرب الأهلية بين 1975 و1990.
في المقابل، ترغب أطراف، بينها الرئيس عون و"التيار الوطني الحر" وجماعة "حزب الله" وحركة "أمل"، بتشكيل حكومة هجين من سياسيين واختصاصيين.
وما يزال موكب لـ"التيار الوطني الحر"، يضم نحو عشرين سيارة، متوقفًا عند مدخل بلدة بكفيا في المتن، بعدما منعه أهالي البلدة ومناصرو حزب "الكتائب اللبناني" من دخول البلدة، بحسب الوكالة اللبنانية للأنباء.
ويخيم التوتر على الأجواء منذ أن رشق مناصرون لـ"حزب الله" وحركة "أمل" المحتجين بالحجارة وسط بيروت ورددوا شعارات طائفية، الأحد الماضي.
وبعد أن أجبر المحتجون سعد الحريري، على تقديم استقالة حكومته، في 29 من الشهر الماضي، يطالبون بإجراء انتخابات مبكرة، واستعادة الأموال المنهوبة ومحاسبة الفاسدين، ورحيل بقية مكونات الطبقة الحاكمة، التي يتهمونها بالفساد والافتقار للكفاءة.