جرحى في عملية طعن بالسكين في أحد مسارح الرياض
- وكالة الأنباء الفرنسية, إسطنبول
- Nov 12, 2019
طعن رجل يمني ثلاثة فنانين خلال عرض مسرحي في العاصمة السعودية الرياض، في حادثة هي الأولى من نوعها منذ أن بدأت المملكة بتخفيف القيود على الترفيه والنشاطات الفنية.
وقد أعلنت الشرطة السعودية المعتدي وهو يمني، وأظهره التلفزيون الرسمي يقتحم خشبة المسرح في حديقة الملك عبد الله خلال عرض موسيقي لما بدا أنه فرقة أجنبية.
وقال متحدث باسم الشرطة أن الأجهزة الأمنية "تعاملت مع حالة اعتداء بالطعن على رجلين وامرأة من أعضاء فرقة مسرحية خلال تقديمهم عرضاً حيّاً لإحدى الفعاليات المقامة على مسرح حديقة الملك عبد الله بن عبد العزيز بحي الملز".
وأضاف المتحدث أنه تم إلقاء القبض على المهاجم وتبيّن أنه "مقيم يحمل الجنسية اليمنية" كما تم ضبط السكين المستخدم بحوزته.
وأشار إلى أنه جرى تقديم الرعاية الطبية للمصابين الذين تعرضوا لجروح سطحية، دون أن يحدد جنسياتهم، أو دوافع مرتكب حادثة الطعن.
وحديقة الملك عبد الله هي واحدة من المواقع التي تستضيف فعاليات موسم الرياض التي تستمر لشهرين، وهو جزء من حملة حكومية لفتح المملكة المتشددة أمام السياحة وتنويع اقتصادها الذي يعتمد على النفط.
ومنذ بروز الأمير محمد بن سلمان، سمح في السعودية بإقامة الحفلات الموسيقية، وإعادة فتح دور السينما وسمح للمرأة بقيادة السيارة.
وفي عروض لم تكن متخيلة قبل عامين فقط، استضافت السعودية حفلات لفنانين عالميين مثل فرقة "بي تي اس" الكورية الجنوبية وجانيت جاكسون ومغني الراب فيفتي سنت.
لكن المسؤولين السعوديين يحذرون من أن إدخال مثل هذه الإصلاحات في مجتمع غارق في النزعة المحافظة محفوف بالمخاطر.
مسار تصادمي:
ويأتي الاعتداء في توقيت تعمل فيه السعودية إلى تغيير صورتها المحافظة المتشددة.
لكن الإصلاحات من شأنها إثارة غضب المحافظين لا سيّما هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي تراجع نفوذها في السنوات الأخيرة.
وقال المحلل السعودي علي الشهابي على تويتر "مخاطر هجوم من هذا النوع ضد إدخال الترفيه الشعبي مؤخرا، والذي كان يحرض عليه العديد من رجال الدين، هو سبب رئيسي لاتباع سياسة عدم التسامح مطلقا تجاه الهجمات ضد التغيير والإصلاح".
وفي وقت سابق هذا العام، أبلغ نشطاء حقوقيون عن توقيف رجل الدين السعودي عمر المقبل بعد انتقاده هيئة الترفيه لاستضافتها مثل هذه الحفلات الموسيقية، قائلا إنهم "يمحون الهوية الأصلية للمجتمع السعودي".
وقال كونتان دي بيمودان الخبير في معهد البحوث للدراسات الأوروبية والأميركية ومقره اليونان "الليبراليون والمحافظون في المملكة على مسار تصادمي، وهذا على الأرجح أشد ما يقلق المسؤولين السعوديين".
وأضاف "بعد هذا الهجوم يمكننا أن نتوقع حملة أكثر حدة ضد هؤلاء الذين يعارضون الدفع السعودي في مجال الترفيه".
ويشكل تطوير قطاعي السياحة والترفيه أحد أسس "رؤية 2030" الرامي إلى تحضير أكبر اقتصاد عربي للتحرر من الاعتماد التام على الثروة النفطية.
وذكرت هيئة الترفيه السعودية أنها تخطط لضخ 61 مليار دولار في هذا القطاع في العقود القادمة.
ويرى البعض في الإصلاحات محاولة لإسكات النقمة الشعبية على التراجع الاقتصادي وازدياد نسب البطالة في المملكة.