شرعت وزارة الصحة التركية بترميم وإعادة تأهيل مستشفى بلدة تل أبيض السورية، بعد تعرضه للحرق المتعمّد والنهب من قبل مسلحي تنظيم "ي ب ك/ بي كا كا الإرهابي، خلال عملية "نبع السلام".
وعمد مسلحو التنظيم إلى إضرام النار في مستشفى تل أبيض قبل انسحابهم من البلدة، ما أدى إلى احتراق أقسام المختبر، وغرفة العمليات، وقسم خدمات التوليد والجراحة، وخروجها من الخدمة.
وبدأت وزارة الصحة التركية، بتصليح وترميم الأجزاء الأقل تضررًا، وقد بدأ قسم منها بتقديم الخدمات الطبية للمدنيين مؤخرًا.
فيما لا تزال أجزاء أخرى من المستشفى تخضع لعملية ترميم وإعادة تأهيل من أجل تشغيل المستشفى بالطاقة الكاملة، وتوفير أفضل الخدمات الطبية للمدنيين في البلدة.
وقال أمره أرقوش، مدير الصحة في ولاية شانلي أورفة (جنوب)، إن مسلحي التنظيم الإرهابي عمدوا إلى إضرام النار في موجودات المستشفى، بعد سرقة بعض الأجهزة التي استطاعوا حملها.
وأضاف أرقوش بعد جولة تفقدية أجراها في المستشفى، أن النار التي أضرمها مسلحو التنظيم الإرهابي في الأجهزة الطبية، حولت تلك المعدات إلى رماد وأخرجتها من نطاق الخدمة.
ولفت أن مديرية الصحة في ولاية شانلي أورفة، بدأت بإجراء الأعمال اللازمة من أجل ترميم وإعادة تأهيل مستشفى تل أبيض، بعد دراسة الاحتياجات والمتطلبات، بناءً على تعليمات وزارة الصحة.
وأشار أن المديرية تبذل في الوقت الحالي، جميع الجهود الممكنة لتحويل هذا المكان إلى مستشفى حكومي بسعة 75 سريرًا.
وأوضح أرقوش أن أعمال الترميم وإعادة التأهيل لا تزال مستمرة في أجزاء أخرى من المستشفى، وأن تلك الأعمال تشمل إصلاح البنية التحتية وإعادة تأهيل الحديقة.
وأفاد أن مديرية الصحة تعمل على إعادة تأسيس شبكة جديدة لخطوط الكهرباء والماء والأكسجين والغاز في مبنى المستشفى.
وأردف "سنقوم ببناء أقسام جديدة للطوارئ، والعناية المركزة، والعناية المركزة لحديثي الولادة، وغرفة عمليات، وغرفة توليد، وقسم طب الأطفال، وقسم الجراحة الداخلية والجراحة العامة، لاستخدام المستشفى بشكل أكثر فعالية".
وبيّن أرقوش أن مديرية الصحة ستوفر جميع المواد والمعدات وتأهيل الموارد البشرية اللازمة من أجل تشغيل المستشفى وضمان حصول المدنيين على أفضل الخدمات الطبية.
ولفت أن كوادر المديرية تعمل ليلًا ونهارًا من أجل إنجاز أعمال الترميم وإعادة تأهيل مبنى المستشفى في أسرع وقت ممكن.
وأوضح أن تركيا تعمل جنبا إلى جنب مع المجلس المحلي في تل أبيض، من أجل توفير الخدمات العامة للسكان المحليين.
وقال "عند الانتهاء من العمل، سيصبح مستشفى تل أبيض، مستشفى متكاملًا يحتوي على غرف للعمليات، وغرفة للأشعة، ومختبر، وغيرها من الأقسام الضرورية".
بدوره، قال المواطن السوري، خالد الطاهري، إنه سعيد لمشاركته كعامل في أعمال ترميم وإعادة تأهيل المستشفى.
وبعد أن شكر الطاهري تركيا على الجهود التي تبذلها لإعادة تأهيل المستشفى، قال: إن مسلحي التنظيم الإرهابي أحرقوا مبنى المستشفى أثناء انسحابهم من المنطقة.
كما تطرق إلى الظلم الذي لحق بسكان تل أبيض على يد إرهابيي "ي ب ك بي كا كا"، معربًا عن أمله في عودة عمل مستشفى تل أبيض أفضل من أي وقت مضى، بفضل الجهود التي تبذلها وزارة الصحة التركية بالتعاون مع مديرية الصحة في ولاية أورفة.
وفي 9 أكتوبر/تشرين أول الماضي، أطلق الجيش التركي بمشاركة الجيش الوطني السوري، عملية "نبع السلام" في منطقة شرق نهر الفرات شمالي سوريا، لتطهيرها من إرهابيي "ي ب ك/بي كا كا" و"داعش"، وإنشاء منطقة آمنة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم.
وفي 17 من الشهر نفسه، علق الجيش التركي العملية بعد توصل أنقرة وواشنطن إلى اتفاق يقضي بانسحاب الإرهابيين من المنطقة، أعقبه تفاهم مماثل مع موسكو.