كيف تحول "المطعم التركي" في بغداد إلى "أيقونة الثورة العراقية"؟

وكالة الأناضول للأنباء
إسطنبول
نشر في 03.11.2019 21:58
آخر تحديث في 04.11.2019 02:54
بناية المطعم التركي المطل على ساحة التحرير وسط العاصمة العراقية بغداد بناية المطعم التركي المطل على ساحة التحرير وسط العاصمة العراقية بغداد

بناية "المطعم التركي" في بغداد لم تعد مجرد بناية مهجورة متضررة بقصف أمريكي استهدفها عام 2003، فقد تحولت إلى أيقونة لـ"الثورة" وعنواناً لنزاع بين المتظاهرين وقوات الأمن خلال الاحتجاجات التي بدأت نهاية الشهر الماضي، فكل طرف يحاول السيطرة عليها بسبب موقعها الاستراتيجي.

وتقع البناية بمركز العاصمة العراقية، وتطل على ساحة "التحرير" من جهة، وعلى جسر الجمهورية ونهر دجلة الذي يشطر بغداد إلى نصفين، ومن ناحية ثالثة على المنطقة الخضراء شديدة التحصين.

ومنذ بداية الاحتجاجات التي اندلعت بالعاصمة العراقية ومحافظات أخرى بالبلاد، في 25 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، سيطر المتظاهرون على بناية "المطعم التركي" وعلقوا عليها لافتات تحمل مطالبهم، واحتشدوا فيها، بهدف الإشراف على الاحتجاجات بساحة "التحرير"، ومراقبة تحركات قوات الأمن ضد المتظاهرين.

ولم يكن سهلاً تمركز المتظاهرين في البناية وقد تمكنوا من ذلك بعد عمليات كر وفر متواصلة وكثيرة، حيث كانت قوات الأمن وما تزال تحاول استعادة السيطرة على البناية بسبب موقعها الهام جداً.

وهذه البناية إحدى المباني الرئيسة وسط بغداد وهي مكونة من 6 طوابق ومهجورة منذ تضررها بفعل قصف جوي أميركي عام 2003. واشتهرت باسم "المطعم التركي" لأن طابقها الأخير كان يوجد فيه مطعم تركي.

بناية "المطعم التركي" لم تكن محط نزاع بين قوات الأمن والمتظاهرين العراقيين في هذه الموجة من الاحتجاجات فقط، فقد كانت حاضرة في جميع التظاهرات التي شهدها العراق في السنوات الماضية.

واستخدمت قوات الأمن البناية للإشراف على الاحتجاجات التي شهدتها ساحة "التحرير" عام 2011، في عهد رئيس الوزراء الأسبق، نوري المالكي.

وخلال التظاهرات والتجمعات المعارضة للحكومة العراقية، التي شهدتها بغداد في أعوام 2015 و2017 و2018، استمر الحال على ما هو عليه بسيطرة القوات الأمنية عليها للإشراف على عمليات قمع التظاهرات.

وهذه هي المرة الأولى التي يسيطر المحتجون فيها على بناية المطعم التركي، ولم يرغب الضيوف الجدد البقاء في ظلام حالك فالمبنى مهجور ولا يوجد فيه تمديدات كهربائية.

وسارع بعض المتظاهرين إلى القيام بعمل تطوعي شمل إجراء إصلاحات في البناء وتمديد شبكة إنارة وتنظيف طوابقه.

أضرار القصف الأمريكي للبناية ما تزال ماثلة للعيان، وكل المساعي السابقة لأمانة بغداد ومجلسها المحلي المُنحل لإعادة ترميمها باءت بالفشل بسبب "الفساد"، كما يقول عضو المجلس السابق، محمد الربيعي.