محكمة بريطانية تنظر في قضية حضانة أطفال زوجة حاكم دبي الهاربة

ديلي صباح ووكالات
إسطنبول
نشر في 31.07.2019 11:37
آخر تحديث في 31.07.2019 12:18
الأميرة هيا بنت الحسين زوجة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم تغادر، مع محاميتها، محكمة العدل الملكية في لندن 30 يوليو 2019 رويترز الأميرة هيا بنت الحسين زوجة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم تغادر، مع محاميتها، محكمة العدل الملكية في لندن 30 يوليو 2019 (رويترز)

بدأت يوم الثلاثاء في المحكمة العليا البريطانية، مناقشة قضية حاكم دبي وزوجته الهاربة المتعلقة بحضانة طفلين صغيرين. وكان الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم قد أقام دعوى ضد الأميرة هيا، ابنة الملك الراحل حسين ملك الأردن، وفارسة أولمبية سابقة.

ويُعتقد أن الأميرة هيا موجودة حالياً في بريطانيا، حيث تمتلك قصراً فاخراً في شارع "حدائق قصر كنسينغتون" في لندن، وهو شارع خاص يضم أغلى المنازل في العالم.

الصدام بين الشيخ محمد والأميرة هيا، هو العلامة الأحدث على وجود مشاكل في عائلته. ففي العام الماضي، حاولت ابنة الشيخ محمد، الفرار من دبي بعد ظهورها في شريط فيديو مدته 40 دقيقة، قالت فيه إنها تعرضت للسجن، وتم حبسها لعدة سنوات، كما تعرضت للمعاملة السيئة. ويقول أصدقاؤها إنها أُعيدت قسراً بعد أن اقتحمت قوات الكوماندوس قارباً كان يحملها قبالة سواحل الهند، أثناء محاولتها الفرار من الإمارات.

يشغل الشيخ محمد، منصب نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة ورئيس الوزراء، بالإضافة إلى كونه حاكم دبي، وهو من بين أكثر الشخصيات نفوذاً في الشرق الأوسط. كما أنه يؤلف الشعر العربي، وهو تقليد قديم بين عرب الخليج، وقد جاءت قصيدته في هجاء زوجته كشرارةٍ أثارت الشائعات الأولية التي تفيد بأن هيا قد فرت من دبي.

بدأت الأقاويل بعد أن نشر حساب "الإماراتي" على الانستغرام والذي يتابعه ابن حاكم دبي، قصيدةً في يونيو، منسوبةً إلى الشيخ محمد. القصيدة التي تحمل عنوان "عشتِ ومتِّ" تدور حول عدم الولاء، وهي التي أفضت إلى الشائعات حول هروب الأميرة هيا.

تقول القصيدة: "يا خاينة أغلى أمانة، كشفت ملعوبك ونتي". "كذبك ترى ولى زمانه، ما يهمنا كنا وكنتي".

تسببت كلمات القصيدة القاسية، في الكثير من الأصداء والتكهنات عبر الدوائر الملكية في الشرق الأوسط وما وراءه.

الأميرة هيا البالغة 45 عاماً تزوجت الشيخ محمد 69 عاماً، عام 2004. ولديهما الآن ابنة تبلغ من العمر 11 عاماً، وابنا يبلغ من العمر 7 أعوام. وقد تعلم الولدان في نخبة من المدارس الإنكليزية، ويشتركان في حبهما للخيول.

تشير التقارير الإعلامية إلى أن الأميرة أخذت الأطفال معها عندما غادرت دبي. ويحق للمرأة بموجب الشريعة الإسلامية، الاحتفاظ بحضانة أطفالها في حالة الطلاق. مع ذلك، فإن القرارات المتعلقة بالتعليم المدرسي والسفر وأنماط الحياة الخاصة بالأطفال، غالباً ما تبقى في يد الأب، خصوصاً في الشرق الأوسط. وبالنظر إلى سلطة حاكم دبي، فمن غير المرجح أن يكون للأميرة هيا رأي في إمكانية مغادرة أطفالها الإمارات، في حال أنها لم تهرب معهم.

ملك الأردن الحالي، الملك عبد الله، هو الأخ غير الشقيق للأميرة هيا، وقد ظهر في الصور إلى جانبها في الحفل عندما تزوجت من حاكم دبي، وأصبحت زوجته السادسة.

يذكر أن الأميرة هيا، لاعبة أولمبية سابقة، شاركت في مسابقة الفروسية في أولمبياد سيدني عام 2000. بدأ حبها للرياضة وركوب الخيل في وقت مبكر وقد أصبحت في الثالثة عشرة من عمرها أول فارسة تمثل الأردن دولياً في مسابقات الفروسية.

تميزت الأميرة هيا منذ فترة طويلة عن زوجات حكام الخليج الأخريات، ليس فقط بسبب خلفيتها الملكية الأردنية، وطموحاتها الأولمبية، ولكن بسبب ظهورها والتقاط الصور لها في الأماكن العامة أيضاً. إذ لا يتم في العادة تصوير زوجات الحكام في الخليج أبداً، ولا تُكشف وجوههن ولا حتى أسماؤهن أمام العامة من الجمهور. لكن الأميرة هيا لم تكن تظهر إلى العلن فقط في اللقاءات الإنسانية، إنما غالباً ما كانت تجلس في الصف الأمامي في مجالس دبي إلى جانب زوجها. كذلك كانت تظهر في المجلات المشهورة، ومسابقات الفروسية المرموقة في المملكة المتحدة.

في مقابلة مع صحيفة ديلي ميل عام 2009، قالت الأميرة إنها تعمدت تأجيل زواجها حتى تتمكن من مقابلة رجل "لا يشعر أنه يتعين عليه أن يشكّلني".

ونقلت الصحيفة عنها قولها: "عليك أن تتقبل أنك تستطيع التحكم بنفسك ولكن ليس بأقدارك".

ولم تعلق حكومة دبي على التقارير الإعلامية حول هروب الأميرة هيا مع أطفالها إلى أوروبا.