هدوء حذر يسود غزة بعد جولة تصعيد ساخنة شهدها القطاع أمس
- ديلي صباح ووكالات, اسطنبول
- Jul 21, 2018
عاد الهدوء "الحذر" إلى قطاع غزة، بعد ساعات من التوتر الشديد، الناجم عن شن الجيش الإسرائيلي، مساء الجمعة، غارات على مواقع تتبع لحركة حماس.
وتسبب القصف الإسرائيلي، بسقوط 3 فلسطينيين، من عناصر كتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس، فيما قتل شاب رابع، برصاص الجيش، خلال مشاركته في مسيرة العودة السلمية، قرب الشريط الحدودي مع إسرائيل.
كما أعلن الجيش الإسرائيلي عن مقتل أحد جنوده، برصاص قناص فلسطيني.
وقال الجيش في بيان له: "قُتل جندي من لواء جڤعاتي اليوم خلال عملية ميدانية جنوب قطاع غزة (..) الجندي أُصيب في صدره نتيجة إطلاق النار عليه وإصابته بالصدر من قبل قناص من غزة".
ولم تعلن أي جهة فلسطينية مسؤوليتها عن إطلاق النار على القوة الإسرائيلية.
وردا على الحادث، قصف الجيش مواقع رصد، تتبع لكتائب القسام، وهو ما تسبب بمقتل 3 من عناصرها.
وقالت كتائب القسام، في بيان مقتضب نشرته على موقعها الرسمي، إن الجيش الإسرائيلي قصف نقطتي رصد تتبعان لها، في منطقتي خانيونس ورفح (جنوب القطاع) ما أسفر عن مقتل "شعبان أبو خاطر، 26 عاما، ومحمد أبو فرحانة، 31 عاما، ومحمود قشطة، 23 عاما ".
** قصف مواقع "القسام":
ولاحقا أعلن الجيش الإسرائيلي في بيانيْن منفصليْن، أنه شن 35 هجوما على مقر قيادتي كتيبة الزيتون بمدينة غزة، وكتيبة "خانيونس" جنوب قطاع غزة، التابعتين لكتائب القسام.
وقال إن الأهداف التي هاجمها تضم "مخازن أسلحة ومخازن عتاد قتالي ومواقع تدريب واستطلاع، ومخزن للطائرات دون طيار، وقدرات دفاع جوي".
ولم يصدر رد من كتائب القسام، على بيانيْ الجيش.
**السنوار ليس محصنا:
وقال متحدث عسكري إسرائيلي، إن قائد حركة "حماس" في قطاع غزة، يحيى السنوار، ليس محصنا من الاستهداف.
وكتب أفيخاي أدرعي، المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي، في تغريدة على موقع "تويتر" إن "يحيى السنوار كشخص، له تجربة ليست بقليلة مع إسرائيل"، في إشارة إلى اعتقاله السابق من قبل السلطات الإسرائيلية.
وأضاف مخاطبا إياه: "كان من المفروض أن تعلم (السنوار) بأنّ الحبل سينقطع في وقت ما، بواسطة سلسلة خطوات حمقاء، اخترت توريط سكان غزة والمساس بهم، وبدلًا من تطوير وضعهم، اخترت تأزيمه".
وتابع أدرعي في تهديد صريح: "من المهم أن تتذكر بأنه لا توجد حصانة لأي شخص متورط بالإرهاب".
وكان وزراء إسرائيليون دعوا في الأسابيع الأخيرة إلى استئناف سياسة الاغتيالات ضد قادة "حماس" في غزة.
** موقف حماس:
ولم تعلن كتائب القسام عن قصف بلدات إسرائيلية، ردا على الهجمات الإسرائيلية، كما جرت العادة خلال الأسابيع الماضية.
لكن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، قال إن 3 قذائف صاروخية أطلقت من قطاع غزة باتجاه إسرائيل اعترضت منظومة القبة الحديدية اثنين منها.
وتحدث مراقبون فلسطينيون أن حركة حماس اختارت امتصاص الضربات الإسرائيلية، وعدم الرد، منعا "لتدحرج الأمور، ومنح إسرائيل الذريعة لشن عملية واسعة ضد القطاع".
** ملادينوف يدعو للهدوء:
ودعا مبعوث الأمم المتحدة لمنطقة الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف، في تغريدة له على "تويتر، إلى وقف عملية التصعيد، والعودة للهدوء.
وقال: "يجب على الجميع في غزة التراجع عن حافة الهاوية، ليس الاسبوع القادم، ليس الغد، بل الآن".
وأضاف: "يجب على أولئك الذين يريدون استفزاز وجر الفلسطينيين والإسرائيليين إلى حرب أخرى ألا ينجحوا".
لكن وزير الدفاع الإسرائيلي افيغدور ليبرمان، رد على ملادينوف، بقوله إن إسرائيل "سترد بقسوة في قطاع غزة".
ونقلت القناة العاشرة الإسرائيلية عن ليبرمان قوله للمبعوث الأممي: "حماس تتعمد تدهور الوضع، وسنرد بقسوة وكافة المسؤولية من الآن فصاعدًا تقع على قيادة حماس".
وأضاف ليبرمان: "إذا استمرت حماس بإطلاق الصواريخ، فإن النتيجة ستكون أسوأ بكثير مما يعتقدون، سيتحملون المسؤولية عن كل الدمار والحياة الإنسانية".
**الرئاسة الفلسطينية تحذر من الصعيد:
من جانبها، حذرت الرئاسة الفلسطينية، مما أسمته "سياسة التصعيد الجارية حاليا على حدود قطاع غزة".
وطالبت، بحسب بيان نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا"، "المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لمنع تدهور الأوضاع بشكل خطير.
وأشارت في بيانها إلى أن الرئيس محمود عباس بدأ بإجراء اتصالاته مع أطراف إقليمية ودولية لاحتواء الأزمة المتصاعدة.
**مسيرات العودة:
وتزامن القصف الإسرائيلي مع تنظيم مئات الفلسطينيين، لمسيرات العودة، قرب السياج الحدودي.
وقالت وزارة الصحة، إن شابا فلسطينيا يدعى محمد شريف بدوان، 27 عاما، استشهد بطلق ناري في الصدر، أطلقه عليه الجيش الإسرائيلي شرق مدينة غزة، خلال مشاركته في المسيرات، فيما أصيب 210 آخرين، بالرصاص والاختناق بالغاز المسيل للدموع.