هل تتقدم دول شمال إفريقيا بملف مشترك لاستضافة مونديال 2030؟
- وكالة الأناضول للأنباء, إسطنبول
- Jul 11, 2018
تعتزم المملكة المغربية للمرة السادسة التقدم بملف لتنظيم نهائيات كأس العالم لكرة القدم.
وفي حين أخفقت المملكة في الفوز بذلك 5 مرات سابقاً، فقد قررت دخول المنافسة من زاوية جديدة هذه المرة.
والجديد في الأمر أن المغرب بات يفكر "مغاربياً" بدل التفكير "الأحادي" لا سيما بعد التعديلات الأخيرة التي أجراها الاتحاد الدولي لكرة القدم وبخاصة زيادة عدد منتخبات المونديال (من 36 منتخباً إلى 48)، وتشجيعه على تقديم الملفات المشتركة.
ففي المنافسة الأخيرة، منحت دول شمال إفريقيا والمغرب العربي جميعها، صوتها للملف المغربي على حساب منافسه الأمريكي. وقد أذكى هذا الموقف شعور الانتماء المغاربي في ظل الانشقاق الذي عرفه الصف العربي.
وما هي إلا أيام قليلة، حتى أثار البرلماني التونسي رياض جعيدان، مبادرة فريدة تتمثل في مطالبة حكومات تونس والمغرب والجزائر، بإعداد ملف ثلاثي مشترك لمونديال 2030.
وحسب جعيدان، فإن هذه المبادرة، "قد تحيي الاتحاد المغاربي، الذي ظل جامداً لأكثر من 3 عقود".
حلم الاتحاد المغاربي:
وتأسس الاتحاد المغاربي في 17 فبراير/شباط 1989، بمدينة مراكش المغربية، ويتألف من خمس دول تمثل في مجملها الجزء الغربي من العالم العربي وهي: ليبيا، وتونس، والجزائر، والمغرب وموريتانيا. وواجه منذ تأسيسه، عراقيل لتفعيل هياكله وتحقيق الوحدة المغاربية؛ أهمها حسب مراقبين، الخلاف الجزائري المغربي حول ملف "الصحراء".
ورأى جعيدان أن ملف استضافة المونديال "سيكون أقوى، إذا ما تكاثفت جهود البلدان الثلاثة، وستكون له كل الحظوظ من أجل مقارعة الملفات المنافسة"، وفق تصريحات له.
ولقيت المبادرة التونسية، ترحيبا واسعا وصدى إيجابياً في الإعلام المغاربي ومواقع التواصل الاجتماعي التي رأت فيها فرصة من أجل كسر جميع القيود والحواجز التي تحول دون تكتل المنطقة.
الإعلامي والناقد الرياضي المغربي، هشام رمرام، يرى أن هذا المشروع يبقى حلماً قابلاً للتحقق "شريطة أن تبدأ الدول الثلاث العمل من الآن لتكون جاهزة يوم الإعلان عن الترشح".
وأكد رمرم أنه "يمكن الاستفادة من الملف المغربي بإيجابياته وسلبياته لإعداد ملف قوي، والملف لا يكون قويا إلا إذا كان يعكس واقعاً يؤهل هذا البلد أو ذاك".
وأفاد أن البلدان الثلاث مطالبة بأن تكون جاهزة بنسبة كبيرة لتنظيم الحدث، والجاهزية ينبغي أن تصل إلى نسبة كبيرة يوم تقديم الترشح، لتكتمل النسبة الباقية في الفترة الفاصلة بين تاريخ الاختيار وموعد انطلاق المسابقة.
إحياء مشروع المغرب العربي:
مبادرة البرلماني التونسي تزامنت مع رسالة شكر وجهها العاهل المغربي محمد السادس إلى الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، على تصويت بلاده لصالح الملف المغربي.
الرسالة كانت بمثابة كسر "الجمود" الدبلوماسي بين المغرب والجزائر التي توصف علاقاتهما بـ"الباردة" بل و"المتشنجة"، وتعتبر قضية إقليم الصحراء من أكبر القضايا الخلافية بين البلدين الجارين.
المحلل السياسي المغربي، والباحث في العلوم السياسية، أمين السعيد، قال إن الملف الثلاثي المشترك يمكن أن يشكل مدخلاً رئيسياً لإعادة إحياء فكرة اتحاد المغرب العربي. وأضاف أن "الدول المعنية تتمتع بشروط مشتركة تتعلق بوحدة اللغة والتقارب الجغرافي والتشابه المناخي".
غير أن المحلل المغربي أقر في الوقت نفسه بأن هذا الطموح ما زال يعاني من عدة تحديات لعل أهمها تأثير الصراع السياسي بين النظامين الجزائري والمغربي.
وأضاف السعيد "يتوجب على الدول الأعضاء (المغرب، تونس والجزائر) توجيه رسائل مباشرة لتقوية ملف الترشيح، تؤكد عزما وجديتها في هذا المشروع".
ورأى أن أهم رسالة في هذا الإطار تتعلق بفتح الحدود بين الدول الثلاث، والتفكير أيضا في صياغة عمل مشتركة على شاكلة دول الاتحاد الأوروبي.