بعد ستة أسابيع من الاستهداف الغربي لمواقع للنظام السوري رداً على استخدامه السلاح الكيماوي، تطرق رئيس النظام السوري بشار الأسد إلى تلك الحقبة في حوار أجراه مع قناة روسيا اليوم.
وقد استخدم بشار الأسد لهجة التهديد باستخدام القوة لاستعادة المناطق التي تسيطر عليها ما تعرف باسم قوات سوريا الديمقراطية التي يمثل تنظيم ب ي د الإرهابي عمودها الفقري والمدعومة أميركياً في شمال سوريا؛ وذلك في حال فشل خيار المفاوضات معها.
وقال بشار الأسد في مقابلة بثتها قناة "روسيا اليوم" صباح اليوم الخميس، نشرها الإعلام السوري الرسمي، إنه بعد تحرير مناطق عدة في البلاد "باتت المشكلة الوحيدة المتبقية في سوريا هي قوات سوريا الديموقراطية" المؤلفة من فصائل كردية وعربية مدعومة من واشنطن، وتسيطر على مساحات واسعة في شمال وشمال شرق البلاد.
وأوضح "سنتعامل معها عبر خيارين، الخيار الأول هو أننا بدأنا الآن بفتح الأبواب أمام المفاوضات لأن غالبية هذه القوات هي من السوريين (...) إذا لم يحدث ذلك، سنلجأ إلى تحرير تلك المناطق بالقوة، ليس لدينا أي خيارات أخرى، بوجود الأميركيين أو بعدم وجودهم".
وشدد الأسد أن على "الأميركيين أن يغادروا وسيغادرون بشكل ما"، معتبراً انه "بعد تحرير حلب وبعدها دير الزور وقبل ذلك حمص والآن دمشق، فإن الولايات المتحدة في الواقع تخسر أوراقها".
وقال: "إن شخصاً مثل ترامب لا يحرك أي مشاعر بالنسبة لي".
وحققت قوات النظام خلال العامين الأخيرين تقدماً ميدانياً كبيراً وتمكنت بفضل تدخل روسيا العسكري في أيلول/سبتمبر 2015 من استعادة زمام المبادرة على جبهات كثيرة في البلاد على حساب فصائل المعارضة.
كما قال الأسد "كنا قريبين من حدوث صراع مباشر بين القوات الروسية والقوات الأميركية. ولحسن الحظ تم تحاشي ذلك الصراع (...) بفضل حكمة القيادة الروسية لأنه ليس من مصلحة أحد في هذا العالم، وبالدرجة الأولى السوريين، حدوث مثل هذا الصراع".
وكرر الرئيس السوري التأكيد على أنه "من المستحيل أن نتعمد ترك أي منطقة على التراب السوري خارج سيطرتنا كحكومة"، معتبراً انه عند فشل تحقيق "المصالحات"، فإن "الطريقة الوحيدة التي يمكن اللجوء إليها هي استخدام القوة".
ورفض الأسد وصف النزاع المدمر الذي تشهده سوريا منذ آذار/مارس 2011 بـ"الحرب الأهلية"، معرباً عن اعتقاده بأن "أغلبية الناس الذين كانوا ضد الحكومة ظاهرياً، وفي مختلف المناطق المحررة، كانوا مع الحكومة في قلوبهم لأنه كان بإمكانهم التمييز بين أن يكونوا في كنف الحكومة وبين أن يعيشوا في ظل الفوضى".