تناقل موالون للنظام السوري مقاطع فيديو يتهمون فيها عناصر الخوذ البيضاء بفبركة هجوم كيميائي في دوما، لكن سرعان ما تبين أن المشاهد مأخوذة في الواقع من فيلم نُفذ بتمويل من حكومة النظام نفسه، وفق مدونة "فاكتويال" لتقصي الحقائق التابعة لوكالة الفرنسية للأنباء.
فقد عرض مؤيدو النظام السوري صوراً انتشرت أخيرا على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر فيها ممثلون يغطيهم الغبار والدماء، على أنها دليل على أن الهجوم الكيميائي المزعوم في مدينة دوما في 7 نيسان/ابريل كان مفبركاً.
لكن تبين ان الصور حقيقية لكنها التقطت في الواقع في الاستوديو خلال تصوير فيلم "رجل الثورة" من إنتاج وزارة الثقافة السورية نفسها وعرض في شباط/فبراير على فيسبوك.
وقالت وكالة أنباء النظام (سانا) في 9 آذار/مارس إن الفيلم يروي قصة صحافي يسعى إلى الشهرة ويدخل سوريا بصورة غير شرعية لالتقاط صور وأشرطة عن الحرب. لكنه يفشل في تحقيق هدفه فيقوم بمساعدة "إرهابيين" بفبركة هجوم كيميائي لتحصل صوره على انتشار عالمي.
وجاء على موقع بيلينغكات الاستقصائي إن الصور عرضتها كذلك قناة تلفزيون "روسيا 1" العامة بصفتها دليلا على فبركة الهجوم الكيميائي.
وفي 7 نيسان/ابريل، قالت الجمعية الطبية السورية الأميركية والخوذ البيضاء إن العشرات قتلوا في هجوم "بغاز الكلور" في دوما. هذا ويتعرض مسعفو الخوذ البيضاء وهي منظمة تضم نحو ثلاثة آلاف متطوع مرارا لحملات تضليل من أنصار النظام السوري.
والواقع أن منظمة "الخوذ البيضاء" عملت على إنقاذ حياة الآلاف وإسعافها من تحت الأنقاض من المواقع التي يطالها قصف النظام الوحشي.
والسبت الماضي، شنت بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة ضربات صاروخية على مواقع في سوريا ردا على هجوم كيميائي على مدينة دوما اتهم النظام بالمسؤولية عنه. وقالت فرنسا إن لديها "دليلا" يلقي المسؤولية على كاهل النظام السوري.
في حين قالت روسيا الداعمة لنظام بشار إن لديها "أدلة لا لبس فيها" على أن الهجوم "تمثيلية" بمساعدة بريطانيا.