تواصلت التظاهرات في أربع مدن في إقليم شمال العراق، صباح الثلاثاء، وذلك لليوم الثاني على التوالي، للمطالبة بإقالة الحكومة ومحاربة الفساد وتحسين الوضع الاقتصادي.
واندلعت التظاهرات في مدن حلبجة ورانية وكفري في السليمانية وكويسنجق التابعة لمحافظة اربيل.
وأضرم المحتجون النار بقائمقامية بلدة كويسنجق الواقعة تحت هيمنة حزب الاتحاد الوطني الكردستاني الذي كان يقوده الرئيس العراقي الراحل جلال طالباني.
وفي مركز مدينة السليمانية نجحت قوات الأمن في تفريق المتظاهرين بعد إطلاق عيارات نارية في الهواء، ومنعتهم من التجمع في ساحة السراي، موقع التظاهر.
ويطالب المتظاهرون الذين خرجوا بالآلاف بإقالة الحكومة وملاحقة الفاسدين.
وفي بلدة كفري جنوب مدينة السليمانية، رشق المتظاهرون مقرا للحزب الديمقراطي الكردستاني بالحجارة، فيما قام عناصر الامن بإطلاق النار في الهواء لتفريقهم.
وقال أحد المتظاهرين، وهو شاب جامعي في كفري، مخاطباً حكومة الإقليم: "لم تستطيعوا الدفاع عن المناطق المتنازع عليها (واليوم) لا تستطيعون إدارة النصف الباقي". في إشارة إلى مدينة كركوك الغنية بالنفط التي استعادت الحكومة الاتحادية السيطرة عليها مع مناطق أخرى.
وسبق المظاهرات أزمة مالية عصفت بالإقليم منذ نحو العام أدت إلى حرمان الموظفين الحكوميين من رواتبهم لثلاثة أشهر، وتقوم السلطات في الإقليم هذه الأيام بدفع رواتب شهر أيلول/ سبتمبر الماضي.
ويعاني اقتصاد شمال العراق ركوداً اقتصاديا وأزمة حادة، الأمر الذي دفع عشرات الشركات المحلية إلى إغلاق أبوابها.
وتصاعدت حدة التظاهرات المعارضة في الإقليم على وقع الازمة السياسية والاقتصادية الخانقة التي يعيشها سكانه جراء تمسك رئيس الإقليم مسعود برزاني بإجراء استفتاء في 25 أيلول/ سبتمبر بهدف الانفصال عن العراق، ما دفع الحكومة المركزية لاتخاذ اجراءات عقابية للتمسك بوحدة البلاد.