أين وصل التفاهم الروسي الأميركي بشأن سوريا؟
- ديلي صباح ووكالات, إسطنبول
- Nov 20, 2017
نشر الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب في 11 تشرين الثاني/نوفمبر بيانا مشتركا حول النزاع السوري في بادرة نادرة نظراً إلى سوء العلاقات بين واشنطن وموسكو، أعلنا فيه أنه "لا يوجد حل عسكري" للنزاع وأيدا "الحل السياسي" عبر عملية جنيف التي ترعاها الأمم المتحدة. وإن لم يكن في الأمر اختراق، غير أنه شكل بداية للطرفين اللذين يتدخلان عسكريا في سوريا ويختلفان تماما بشأن دعم روسيا للنظام السوري ورأسه بشار الأسد.
لكن هذا التفاهم الذي لا يزال في بداياته بين بوتين وترامب حول مصير سوريا يواجه صعوبات عديدة بعد مواجهة في الأمم المتحدة وقبل سلسلة اجتماعات دولية ستكون حاسمة بشأن مستقبل هذا التعاون.
فالإعلان المشترك الذي لم يأت على ذكر مصير رئيس النظام السوري، وهي نقطة الخلاف الرئيسية، لم يلق الكثير من الترحيب في الولايات المتحدة حيث كتبت صحيفة واشنطن بوست ساخرة إن "الأمر رائع الى حد يصعب تصديقه"، وقالت ان بوتين "لا يعير الاتفاقات الموقعة اي اعتبار".
بينما كتبت صحيفة وول ستريت جورنال ان بوتين "هو الذي يحقق مكاسب". واضافت "لقد علمتنا ست سنوات من النزاع السوري ان الواقع العسكري الميداني هو الذي سيحدد معالم السلام المقبل".
وسرعان ما اختلف الجانبان على تفسير النص المشترك حول النقطة الحساسة المتعلقة بمناطق خفض التوتر في جنوب سوريا، وفق ما يقول جوزيف باحوط الباحث في معهد كارنيغي للسلام الدولي في واشنطن.
وقال باحوط إن "يقول الأمريكيون إن الروس التزموا بإبعاد إيران وحلفائها عن الحدود الإسرائيلية والأردنية، لكن الروس يقولون إن الأميريكيون لم يفهموا شيئا".
ولم يكن من شأن استخدام روسيا حق النقض الخميس والجمعة في مجلس الأمن الدولي لاجهاض مشروعي قرار لتمديد مهمة الخبراء الدوليين الذين يحققون بشأن الاسلحة الكيميائية في سوريا سوى أن يسمم الأجواء المتوترة أصلا. وتم في المقابل رفض مقترح روسي مضاد.
* أجواء غير مطمئنة:
سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي قالت إن روسيا "تبرهن على انها ليست محل ثقة في العملية التي تقود إلى حل سياسي في سوريا"، في ما بدا أنه تشكيك في أهمية الإعلان الصادر عن ترامب وبوتين.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر نويرت إن روسيا "أولت مجددا الاهمية لحماية نظام الأسد".
ولا تشيع هذه التصريحات أجواء مطمئنة قبل مباحثات ستجري حول مستقبل سوريا في حين باتت هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية فيها قريبة.
فبعد خمسة أيام من تأكيده مع ترامب تمسكه بعملية جنيف المقرر أن تعقد جولتها المقبلة في 28 تشرين الثاني/نوفمبر، دعا بوتين رئيسي تركيا وإيران الأربعاء إلى لقاء قمة في منتجع سوتشي على البحر الأسود. ورجب طيب أردوغان وحسن روحاني هما شريكا بوتين في عملية أستانا التي يشارك فيها الأميركيون كمراقبين.
وقال جوزيف باحوط إن "كل ما يفعله الروس هو من أجل افراغ عملية جنيف من اي معنى ولكي تحل محلها عملية يسيطرون عليها تماما". واضاف "على الإثر، رد الأميركيون عبر تشجيع السعودية على عقد اجتماع للمعارضة السورية في الرياض" من الأربعاء إلى الجمعة.
فهل لا تزال الولايات المتحدة مقتنعة بان روسيا هي شريكتها في عملية جنيف؟ لقد ردت المتحدثة باسم الدبلوماسية الأميركية على هذا السؤال الجمعة بقولها "لا أعرف".
وقالت هيذر نويرت "هناك نقاط كثيرة لا نتفق بشأنها مع روسيا، ولكن هناك نقاطا نتفق عليها" مثل وقف اطلاق النار الذي أقر في الصيف في جنوب غرب سوريا والرغبة في توسيعه إلى منطقة أخرى.
لكن ليس لدى واشنطن سوى بدائل معدودة.
وقال دبلوماسيون غربيون إن الدوائر العليا الأميركية تقر في جلسات خاصة بأن الأسد وبوتين بدعم من إيران كسبا الحرب فعليا قبل سنتين وإنهما يعززان اليوم انتصارهما.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية "قلنا بوضوح إننا لن نعمل مع نظام الأسد، ولن نعمل بالطبع مع الإيرانيين (...) لذلك علينا أن نجد وسيلة للعمل مع روسيا أينما كان الأمر ممكنا".