أعلن رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، اليوم السبت، استقالته من منصبه، وذلك في خطاب متلفز من السعودية، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية اللبنانية عن قناة "العربية".
وأرجع الحريري قراره إلى مساعي إيران "خطف لبنان" وفرض "الوصاية" عليه، بعد تمكن "حزب الله فرض أمر واقع بقوة سلاحه".
واتهم الحريري إيران بـ"زراعة الفتن"، و"التسبب بالدمار الذي حل بالدول العربية التي تدخلت فيها".
وأضاف: "أريد أن أقول لإيران وأتباعها إنهم خاسرون، وستقطع الأيادي التي امتدت إلى الدول العربية بالسوء، وسيرتد الشر إلى أهله".
وأعرب الحريري عن رفضه لتحول بلاده "منطلقًا لتهديد أمن المنطقة"، و"استخدام سلاح حزب الله ضد اللبنانيين والسوريين".
وأوضح أن "حزب الله استطاع خلال العقود الماضية فرض أمر واقع في لبنان بقوة سلاحه الموجه إلى صدور السوريين واللبنانيين".
وتابع: "لقد عاهدتكم أن أسعى لوحدة اللبنانيين وإنهاء الانقسام السياسي، وترسيخ مبدأ النأي بالنفس، وقد لقيت في سبيل ذلك أذىً وترفعت عن الرد في سبيل الشعب اللبناني.. هناك حالة إحباط وتشرذم وانقسامات، وتغليب للمصالح الخاصة على العامة، وتكوين لعداوات ليس لنا طائل منها".
وشدد رئيس الحكومة المستقيل أن البلاد تشهد أجواء شبيهة بتلك "التي شابت قبل اغتيال (والده) الرئيس (رئيس الحكومة الأسبق) الشهيد رفيق الحريري"، وأضاف: "لمست ما يحاك سرًا لاستهداف حياتي".
وقال "إني أعلن استقالتي من رئاسة الحكومة اللبنانية، مع يقيني أن إرادة اللبنانيين أقوى، وسيكونون قادرين على التغلب على الوصاية من الداخل والخارج".
وكان الحريري قد غادر بيروت، أمس الجمعة، متوجهًا الى المملكة العربية السعودية، في زيارة هي الثانية خلال خمسة ايام.
وتأتي الزيارة بعد لقائه، أمس، في بيروت، مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي.
وتولى الحريري مهام منصبه في ديسمبر/كانون الأول 2016، في إطار تسوية بين مختلف التيارات لإخراج البلاد من أزمتها السياسية المستمرة منذ سنوات.
يشار أن الرجل شغل المنصب سابقًا بين عامي 2009 و2011، ويقود حزب تيار المستقبل منذ عام 2005، خلفًا لوالده الراحل رفيق الحريري، الذي اغتيل في تفجير بالعاصمة اللبنانية.