تشهد محافظة إدلب السورية والمناطق المحيطة بها، انتعاشًا اقتصاديًا وتجاريًا على خلفية الانتشار العسكري التركي الذي ساهم في إزالة بعض القيود المفروضة على الشاحنات التجارية في معبر "جيلوة غوزو" الحدودي.
ففي 3 أغسطس/آب الماضي، فرضت السلطات التركية قيودًا على الشاحنات في "جيلوة غوزو" الذي يقابله معبر "باب الهوى" السوري، لدواع أمنية وسمحت فقط بعبور المساعدات الإنسانية والأغذية والأدوية ومواد التنظيف.
وعقب انتشار القوات المسلحة التركية في إدلب يوم 13 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والذي جاء في إطار اتفاق مناطق خفض التوتر، أعلنت السلطات التركية إزالة تلك القيود المفروضة اعتبارًا من يوم 18 من الشهر ذاته.
ومنذ حوالي أسبوعين، يشهد معبر "باب الهوى" الحدودي المتاخم لمنطقة "ريحانلي" في ولاية هاطاي التركية، حركة عبور كثيفة للشاحنات التجارية المحملة بمواد البناء والأجهزة الإلكترونية والسيارات والمواد الغذائية.
وفي حديث للأناضول، قال مدير المعبر من الجانب السوري "ساجد أبو فراس" إن الشاحنات التجارية تمر عبر "باب الهوى" إلى الأراضي السورية، مؤكّدًا أن الانتشار العسكري التركي سيجلب الاستقرار إلى المنطقة كلها.
وأشار أبو فراس إلى عبور نحو 300 شاحنة يوميا من تركيا إلى الأراضي السورية من خلال المعبر، مبينًا أن إزالة القيود عن بعض المنتجات من تركيا، وخاصة مواد البناء والأجهزة الإلكترونية، ساهم في إنعاش التجارة.
من جهته، قال التاجر الإدلبي "محمد وقاص"، في حديث للأناضول، إن الأسواق انتعشت على خلفية الخطوات التركية في المعابر الحدودية، وقد ازدادت أعمال البناء في المنطقة بنحو 40 %.
وأشار وقاص إلى توقف الغارات الجوية والقصف إلى حد كبير على المنطقة، عقب الانتشار العسكري التركي، معربًا عن اعتقاده في أن الحركة الاقتصادية ستتحسن إلى حد كبير خلال الأيام القادمة.
ويعيش في محافظة إدلب المتاخمة لولاية هاطاي جنوبي تركيا، أكثر من 3.5 ملايين نسمة، بين سكان أصليين وآخرين نزحوا من المناطق الأخرى بسبب الاشتباكات، وفق إحصاءات الإدارة المحلية المدنية.
ومنتصف سبتمبر/ أيلول الماضي، أعلنت الدول الضامنة لمسار أستانة (تركيا وروسيا وإيران) توصلها إلى اتفاق على إنشاء منطقة خفض توتر في إدلب، وفقًا لاتفاق موقع في مايو/أيار الماضي.
ومن المقرر أن تنشئ القوات المسلحة التركية 12 نقطة لمراقبة وقف إطلاق النار في منطقة خفض التوتر.