عقد مجلس الأمن الدولي، أمس الاثنين، جلسة حول موانع الوصول الإنساني للمدنيين داخل سوريا.
وقد تحدث وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق شؤون الإغاثة الطارئة، مارك لوكوك، وقال إن 6.3 ملايين شخص داخل سوريا بحاجة إلى المساعدات الإنسانية وهم معرضون لمخاطر شديدة بشكل استثنائي.
وأوضح الوكيل خلال جلسة مجلس الأمن الدولي موانع الوصول الإنساني للمدنيين داخل سوريا أن هؤلاء الأشخاص "بحاجة ماسة إلى إعادة توطين بسبب القتال ومحدودية فرص الحصول على السلع والخدمات الأساسية".
ولفت المسؤول الأممي أن "استمرار الصراع وانتهاكات القانون الإنساني الدولي هما الدافعان الرئيسيان للحاجة الإنسانية (...) يتعرض المدنيون في مناطق عديدة داخل سوريا لمعاناة هائلة".
واعتبر لوكوك أن "مستويات النزوح ما زالت مرتفعة". مشيرًا إلى تقارير تفيد بنزوح نحو 1.8 مليون شخص بين كانون الثاني وأيلول الماضيين. علماً أن تعداد سكان سوريا اليوم يقدر بحوالي 13 مليون بعد أن جاوز الـ20 مليون قبل الثورة سنة 2011.
وأعرب في إفادته إلى أعضاء المجلس عن "القلق الحاد إزاء تأثير القتال والضربات الجوية على المدنيين والبنية التحتية المدنية في محافظة الرقة (شمال)، حيث قتل عشرات المدنيين في الأشهر الأخيرة".
وأكد المسؤول الأممي أنه رغم طرد تنظيم "داعش" الإرهابي إلى حد كبير من الرقة، فستظل الاحتياجات الإنسانية كبيرة لوقت طويل، بعد سنوات من القمع ونحو عام من القتال الضاري. وزاد لوكوك "وفي محافظة دير الزور، ما زالت المعارك العنيفة والضربات الجوية تؤدي إلى مقتل وإصابة المدنيين، كما يستمر النزوح على نطاق واسع".
وقال إن المنظمة الدولية للهجرة أبلغت "عن نزوح نحو 350 ألف شخص منذ أغسطس / آب الماضي من دير الزور، بما في ذلك أكثر من 250 ألف شخص في أكتوبر/تشرين الأول فقط".
وقال "إن ما يقرب من 50 ألف سوري لا يزالون عالقين في الصحراء على طول الحدود السورية الأردنية".
ولفت المسؤول الأممي أن ما يقرب من 3 ملايين شخص في سوريا لا يزالون يعيشون في مناطق محاصرة منقبل النظام يصعب الوصول إليها.
وأشار إلى أن استمرار غارات النظام الجوية على منطقة الغوطة الشرقية (في ريف دمشق)، أدى إلى تقلص إمكانية وصول المساعدات الإنسانية إلى المنطقة.
وحذر لوكوك من "الارتفاع المرعب في حالات سوء التغذية بين الأطفال في الغوطة الشرقية التي تحاصرها قوات النظام السوري خاصة مع وجود أكثر من 400 شخص يعانون مشاكل صحية يحتاجون إلى الإجلاء الطبي".