قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، اليوم الخميس، إن حكومته "لن تقبل إلا بإلغاء استفتاء الانفصال الباطل"، الذي أجراه إقليم شمالي البلاد، والالتزام بالدستور.
يأتي موقف العبادي بعد يوم واحد من تقديم أربيل مبادرة تشمل تجميد نتائج الاستفتاء، الذي جرى في 25 سبتمبر/أيلول الماضي، ووقف جميع العمليات العسكرية، والبدء بحوار مع الحكومة المركزية على أساس دستور البلاد.
وقال العبادي، على هامش لقائه نائب الرئيس الإيراني اسحاق جهانغيري في طهران اليوم، إن "إجراء الاستفتاء جاء في وقت نخوض فيه حرباً ضد داعش وبعد أن توحدنا لقتال داعش، وحذرنا من إجرائه، لكن دون جدوى"، وفق بيان لمكتبه.
وأضاف "لم نعتبر إجراءاتنا الدستورية في بسط السلطة الاتحادية إلا انتصاراً لجميع العراقيين، وإستراتيجيتنا هي إخضاع هذه المناطق لسلطة الدولة، ونحن لا نقبل الا بإلغاء الاستفتاء والالتزام بالدستور".
وأوضح رئيس الحكومة العراقية "ندعو الى التعاون وتبادل المصالح لخدمة شعوبنا وإنهاء التدخلات التي أدت إلى المزيد من الدمار والضحايا والنازحين، ولذلك نطرح التنمية بديلا من الخلافات والنزاعات بين دول المنطقة وتبديد ثرواتها وطاقتها، كما أن علينا استثمار طاقة الشباب الذي تحاول العصابات الإرهابية جذبه إليها".
من جهته، قدم نائب الرئيس الإيراني التهنئة إلى العبادي لنجاحه في "حفظ وحدة العراق وسيادته"، مؤكداً أن "إيران ستواصل دعم العراق والمساهمة ببنائه واستقراره".
بدوره، قال مصدر عسكري عراقي، اليوم الخميس، إن موقف حكومة بغداد، من المقترح الذي تقدمت به حكومة إقليم شمالي البلاد أمس، كان واضحاً من خلال استمرار التقدم العسكري.
وأوضح النقيب بالجيش جبار حسن، للأناضول، أن "القوات الاتحادية لم تتلق أي أوامر بوقف التقدم باتجاه ما تبقى من المناطق المتنازع عليها تحت سيطرة قوات البيشمركة (قوات إقليم الشمال)".
وتصاعد التوتر بين بغداد وأربيل، عقب إجراء إقليم الشمال، استفتاء الانفصال الباطل الشهر الماضي، الذي تؤكد الحكومة العراقية "عدم دستوريته"، وترفض التعامل مع نتائجه.
وفرضت القوات العراقية، خلال حملة أمنية خاطفة الأسبوع الماضي، السيطرة على الغالبية العظمى من مناطق متنازع عليها بين الجانبين، بينها كركوك، دون أن تبدي قوات البيشمركة مقاومة تذكر.
وكانت البيشمركة سيطرت على تلك المناطق، في أعقاب انهيار الجيش العراقي، أمام تقدم مسلحي تنظيم "داعش" الإرهابي في 2014.